فوائد القراءة: 10 فوائد مذهلة قد تُفاجئك!
هل سبق لك أن رأيت أشخاصًا يمتلكُون معرفة واسعة في مجالات مُتعدّدة، وعندما يتحدّثون يُنصت إليهم الجميع، وحين يُناقشون الآخرين يُقدّمون لهم حُججًا قويّة لا يستطيع أحد منهم دحضها؟
هل تمنيت يومًا أن تُصبح مثلهم، وتُوسّع آفاقك المعرفيّة، وتكتشف الأفكار المُتوافقة مع أفكارك والمُخالفة لها؟
إذا كان هذا ما تطمح إليه، فإنّ الوصول إلى هدفك مُمكن بسهولة عن طريق القراءة.
إذا كُنت تظن أنّ القراءة أصبحت مُوضة قديمة، أو أنّ اكتساب المعرفة لم يعُد ذا جدوى في ظل وُجود الذكاء الاصطناعي الذي يُجيب على جميع أسئلتنا بضغطة زر، فأنت مُخطئ، مثل الكثيرين حول العالم.
في رأيي، فإنّ اكتساب المعرفة بالقراءة أصبح أكثر أهميّة من أيّ وقت مضى.
لماذا؟ ببساطة، لأنّك أنت من يجب عليه تحصيل المعرفة وحفظها في الذاكرة.
على سبيل المثال، عندما تُناقش شخصًا، هل ستلجأ في كل مرّة إلى ChatGPT للحصول على الأجوبة؟ بالطبع لا.
لكن كيف حصل الذكاء الاصطناعي على كل هذه المعرفة؟
في الواقع، الذكاء الاصطناعي لم يُنتج المعرفة بنفسه، بل جمع كُل المعارف التي أنتجها الإنسان على مر العصور في مكان واحد، ويُقدّمها لك جاهزة وملخّصة دُون أن تُبذل أيّ جُهد في استخلاصها بنفسك، وهذا ما قد يجعلك كسُولًا مع مرور الوقت، ورُبما يسهم ذلك في تراجع قُدراتك الفكريّة.
حتّى لا تقع في هذا الفخ، سنستعرض لك أهم فوائد القراءة، لعلّنا نُقنعك بأهميّتها الكبيرة.
فِهْرِس المحتويات
فوائد القراءة
في هذا القسم من المقال، سنستعرض فوائد القراءة على الفرد، ولكن قبل أن نبدأ، دعونا نُعرّف مفهوم القراءة.
ما هي القراءة؟
القراءة هي عمليّة ذهنيّة تهدف إلى فك رُموز اللغة المكتُوبة واستخلاص المعاني من النص، مع مُراعاة السياق وتسلسل الأفكار بصورة منطقيّة.
بعد أن قدّمنا تعريف القراءة، إليكم فوائدها بالتفصيل:
توسيعُ واكتساب المعرفة
من أبرز فوائد القراءة على الإطلاق قُدرتها على توسيع وتنميّة معرفة الفرد.
عن طريق القراءة، يُمكننا الحُصول على كَمَيَّة هائلة من المعلومات في مجالات مُتعدّدة، سواءً كانت تاريخيّة، أو علميّة، أو ثقافية، أو فنيّة، أو أدبيّة.
هل سبق لك أن شاهدت شخصًا في لقاء تلفزيوني أو بودكاست يتحدّث بطلاقة، ويُجيب على أسئلة المُضيف بطريقة مرنة، ويُقدّم معلومات فريدة رُبما تسمعها للمرة الأُولى؟
قد تتساءل كيف تمكّن هذا الشخص من ذلك؛ الجواب بسيط: إنّه يقرأ بشغف، ولا يُهدر وقته على الأمور التافهة، ويُتابع الفيديوهات التعليميّة على منصات مثل يوتيوب ويوديمي، ويُشارك في المناقشات والندوات.
يُمكنك أنت أيضًا توسيع معارفك لتُصبح شخصًا مثقفًا ينبهر بك كل من يلتقي بك.
بفضل الفضول المعرفي والقراءة في عدّة مجالات، عزّزت معرفتي واكتشفت بعض المعلومات التي لا يعرفها إلّا القليل من الناس حول العالم.
نتيجةً للقراءة، أستطيع مُناقشة أفكاري والدفاع عنها، وحل المُشكلات الخاصة بالناس المُحيطين بي، وغيرها من الفوائد التي لا تُحصى. إذا أردت أن أذكرها جميعًا في هذا المقال، فسأطيل عليكم كثيرًا.
تحسينُ المهاراتِ اللّغوية
أمّا الفائدة المهمة الأُخرى للقراءة، فهي تحسين المهارات اللغويّة.
بفضل القراءة، ستُغني مُفرداتك، ما سيسمح لك بالتعبير عن نفسك، ومشاعرك، وأفكارك بطريقة صحيحة.
إضافةً إلى ذلك، ستُساعدك القراءة على تحسين مهاراتك الكتابيّة.
كما هو معلوم، فاللغة هي أداة التواصل التي يستعملها الإنسان، سواءً كانت اللغة المنطوقة أو المكتوبة، للتعبير عمّا يجول في وجدانه.
لكن، يا للأسف، فإنّ غالبية الناس اليوم لا يُتقنون أيّ لغة، ويستخدمُون كلمات في غير محلها، أو يُخطئون في النحو أو في بناء الجمل. هذه الظاهرة ليست محصورة في الدول الناطقة بالعربية، بل تمتد لتشمل العالم بأسره، والسبب يعود إلى قلة القراءة أو العزوف عنها، بالإضافة إلى تراجع التواصل وجهًا لوجه نتيجة الإدمان على منصات التواصل الاجتماعي التي اجتذبت اهتمام الكبار والصغار على حد سواء.
إذا كُنت لا ترغب في الوقوع في هذه المعضلة، فانغمس في القراءة؛ فهي طريقك نحو التميّز في عالم أصبح فيه الناس يُطاردون التفاهة كما تطارد الذبابة الأوساخ.
إثراءُ الخيالِ
فوائد القراءة لا تقتصر على اكتساب المعرفة وتحسين المهارات اللغوية والكتابية فقط، بل تمتد أيضًا إلى إثراء الخيال.
عبر القراءة، يُمكن للقارئ تنمية خياله، الذي يُعد مهمًا للغاية في مجال الإبداع والابتكار. فكلّما توسّعت دائرة المعرفة واكتسبت تجارِب متنوعة بواسطة الكتب، أصبحت قادرًا على التفكير بطرق جديدة وإيجاد حلول مبتكرة للتحدّيات التي تُواجهك.
في هذا السياق، يقول ألبرت أينشتاين: “الخيال أهم من المعرفة، لأنّ المعرفة محدُودة، في حين أنّ الخيال يضم العالم بأسره، ويُحفّز التقدّم، ويُثير التطوّر.“
بفضل التخيّل، أصبحت قادرًا على الربط بين الأشياء الملمُوسة والمُجرّدة، وأخلق أفكار جديدة، ما عزّز إبداعي، خاصةً في الكتابة الإبداعيّة والرواية.
تنميةُ الذّكاءِ العاطفيّ
هُناك فائدة أُخرى لا يُستهان بها عندما نتحدّث عن فوائد القراءة، وهي تنميّة الذكاء العاطفي.
تُساعد القراءة على تعزيز هذا النوع من الذكاء، فكيف يحدث ذلك؟
عندما نقرأ، على سبيل المثال، رواية تتناول مواضيع تهم المُجتمع، نجد فيها شخصيات من خلفيات ثقافية مُتنوعة ومُستويات معرفية متباينة.
يُساعدنا هذا التنوّع على فهم دوافعهم ومشاعرهم. وعندما نتمكّن من فهم دوافع الآخرين، يُصبح بإمكاننا فهم أنفسنا بعمق، ما يُعزّز ذكائنا العاطفي الذي أصبح أساسيًا في عالم يُواجه فيه الناس صُعوبات في التواصل وفهم بعضهم البعض.
تنميةُ الفِكرِ النّقديّ
هُناك علاقة وثيقة بين القراءة والتفكير النقدي؛ فكُلّما قرأت أكثر، زادت قُدرتك على التفكير بطريقة نقدية، والعكس صحيح.
كيف يحدث ذلك؟ عندما يقرأ الإنسان، يكتسب كَمّيَّة هائلة من المعارف، وهذه المعارف قد تكون أحيانًا مُتناقضة.
لهذا السبب، يبدأ القارئ في التشكيك في بعض الأفكار وطرح الأسئلة لتحليلها والتأكّد من مصادرها. كل هذا يُعزّز مهارات التفكير النقدي لديه، ما يسمح له بتمييز المعلومات بدقّة، خُصوصًا في زمن أصبحت فيه المعلومات المُضلّلة تنتشر بسُهولة.
فوائد القراءة على الصحّةِ النّفسيةِ
تسهم القراءةُ إسهامًا كبيرًا في تحسينِ الصحّةِ النّفسيةِ.
ومن بين فوائدها على الصحّةِ النّفسيةِ، نذكر:
التّخفيفُ من التّوترِ
عندما نتحدّث عن فوائد القراءة على الصحة النفسية، فإنّ أول ما يتبادر إلى ذهننا هو قُدرتها على التخفيف من التوتر.
في الواقع، تُساعد القراءة على تقليل التوتر والإجهاد، لأنّها تجعل القارئ مُركزًا على أحداث الكتاب وأفكاره، ومنغمسًا فيه. وهذا الأمر يصرف التفكير عن الأفكار السلبيّة التي تزيد من قلق أيّ إنسان.
في السياق ذاته، أظهرت دراسة أُجريت عام 2009 في جامعة ساسكس أنّ القراءة قد تسهم في تقليل التوتر بنسبة تصل إلى 68%.
لذا، إذا كُنت من الأشخاص الذين يشعرون بالقلق بسرعة، فإنّ العلاج الفعّال يكمُن في القراءة أو مُمارسة الرياضة.
تحسينُ جودةِ النّوم
تُعدّ القراءة من الأنشطة التي تُعزّز الاسترخاء وتُقلّل التوتر، ما يسهم إسهامًا كبيرًا في تحسين جودة النوم.
لكن ما هي العوامل التي تسهم في ذلك؟
تُساعد القراءة على تحسين جودة النوم لأنّها تُشغل الذهن عن هموم اليوم ومشاكله، ما يُساعد على خلق حالة من الاسترخاء الذهني والاستعداد للنوم.
إضافةً إلى ذلك، تسهم القراءة في تنظيم الأفكار وتوضيحها، ما يُقلّل من القلق والتوتر الناتج عن الأفكار المتشابكة.
ثم أنّ القراءة من كتاب ورقي تُساعد على تجنّب التعرّض للأضواء الزرقاء المُنبعثة من شاشات الأجهزة الإلكترونية، التي يُمكن أن تُؤثّر سلبًا في جودة النوم وتمنع الجسم من إفراز هرمون الميلاتونين الضروري للنوم الجيّد.
فوائد القراءة على المجتمع
تسهمُ القراءةُ في إثراءِ المُجتمعِ وتطويرِهِ، وذلك عن طريق:
- رفع مُستوى الوعي: تسهم القراءة في توسيع آفاق المعرفة لدى الأفراد، ما يُؤدّي إلى زيادة الوعي بالقضايا المُجتمعيّة والسياسيّة والثقافيّة.
- تعزيز التفكير النقدي: تُشجّع القراءة الأفراد على التفكير النقدي وتحليل المعلومات وتقييمها، ما يُؤدّي إلى تقليل انتشار الشائعات والأخبار الزائفة.
- تحسين التواصل: تُساعد القراءة على توسيع المُفردات وتحسين مهارات التعبير الكتابي والشفوي، ما يسهم في تحسين التواصل بين الأفراد والجماعات.
- تعزيز التسامح والاحترام: تفتح القراءة آفاقًا جديدة على الثقافات المُختلفة، ما يسهم في تعزيز التسامح والاحترام المُتبادل بين الناس.
- دعم الاقتصاد: المُجتمع الذي يقرأ، فهو مجتمع مُنتج ومُبتكر، ولا يُدمّر ما تبنيه الدولة بالشغب.
- الحفاظ على التُراث: تسهم القراءة في الحفاظ على التُراث الثقافي والأدبي للأمة، ونقله للأجيال القادمة.
- تُنميُّ الشعورَ بالمُواطنة: تُساعدُ القراءةُ على فهمِ ثقافةِ المُجتمعِ وتاريخِهِ، وتُنميُّ الشعورَ بالمُواطنةِ.
- تُشجّعُ على النّقدِ الإيجابي: تُساعدُ القراءةُ على تحفيزِ النّقدِ الإيجابيّ، وتسهمُ في تطويرِ المُجتمعِ.
فوائد القراءة للأطفال
إذا كان لديكم أطفال وترغبُون في الاستثمار في مُستقبلهم، فشجّعوهم على تبنّي عادة القراءة، فهي تُعزّز مهاراتهم وقدراتهم.
إليكم أبرز فوائد القراءة للأطفال:
- تُساعد القراءة الأطفال على اكتساب كلمات جديدة وتوسيع مُفرداتهم، ما يُحسّن قُدرتهم على التعبير الشفهي والكتابي.
- تُحفّز القراءة المُنتظّمة الذاكرة وتُقوّي قُدرة الطفل على التركيز، ما ينعكس إيجابًا على أدائه الدراسي.
- تسهم القراءة في مُساعدة الأطفال على فهم القواعد اللغويّة وتطبيقها على نحو صحيح، ما يُحسّن مهاراتهم في الكتابة والتحدّث.
- تُعرّف القراءة الأطفال إلى مواضيع جديدة وثقافات مُتنوّعة، ما يُوسّع آفاقهم ويزيد من معرفتهم.
نصائحٌ لِتطويرِ عادةِ القراءةِ باختصار
عندما تسعى لاكتساب أيّ مهارة، فقد تُواجه بعض العقبات، لكن القراءة تظل وسيلة سهلة وفعّالة.
لتطوير عادة القراءة لديك، اتّبع النصائح المُختصرة التالية:
- خصّص وقت يومي للقراءة، لا يقل عن نصف ساعة…
- اختر كُتبًا تتناسب مع اهتماماتك، سواءً كانت روايات أو كُتبًا علميّة…
- اختر مكانًا هادئًا ومُريحًا للقراءة، بعيدًا عن الضوضاء والتشتّت.
- ناقش الكُتب التي تقرأها مع الآخرين.
- استخدم أجهزة القراءة الإلكترونيّة لقراءة الكُتب في أيّ وقت وفي أيّ مكان.
- استمر في القراءة بانتظام، حتّى لو كانت بضع صفحات في اليوم.
- إذا واجهت صُعوبة في فهم كتاب مّا، فلا تستسلم، بل حاول قراءته مرّة أُخرى أو ابحث عن شرح أو مُلخّص له.
خاتمة
كما رأيتم، في هذه المقالة، قدّمنا لكم أهم فوائد القراءة بهدف تشجيعكم على تبنّي هذه العادة. فالقراءة بمقدُورها مُساعدتكم على تنمية مهاراتكم اللغوية والكتابية، واكتساب معارف جديدة، وتطوير تفكيركم النقدي، وتعزيز قدرتكم على المشاركة في النقاشات والدفاع عن آرائكم.
إذا كنتم ترغبون في النجاح، سواءً في حياتكم الشخصية أو المهنية، فأنصحكم بتبنّي عادة القراءة، فهي الملاذ الوحيد في عالم ممتلئ بالتفاهة والتفاهيين.
مع السلامة، وأتمنى لكم الحياة التي تطمحون إليها.
اكتشاف المزيد من El Gouzi Talks Ar
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.