الكاريزما: ماهي؟ … وكيف تصبح كاريزميّا؟
هل سبق لكم أن رأيتم شخصًا يلفت انتباه الجميع حينما يدخل إلى مكان ما أول مرة؟ وإذا تكلّم، استمع إليه الناس، وعندما يتحدّث، يقُول كلامًا مُقنعًا لا يتجرّأ أحد على مُخالفته. إنّه شخص يُحبه كل من يراه. إنّه ببساطة شخص مثل المغناطيس، تنجذب الناس إليه دون أيّ جهد منه، ويكسب حُبهم دون مقابل. هذه هي حياة كل شخص كاريزمي.
إذا كنتم تتمتّعون بالكاريزما، فسوف يُعجب الناس بكم، ويثقون بكم، وتُلهمونهم وتُقنعونهم بوجهة نظركم، وتُصبحون قدوة لهم…
يُنظر إلى الكاريزما على أنّها مهارة نادرة.
بفضلها يُمكنكم التأثير والإقناع والقيادة وتحقيق الأهداف الشخصيّة والمُشتركة، والتميّز في أيّ مجال ترغبون به…
هل تذكرون تلك اللحظة التي شعرتم فيها بالسيطرة الكاملة على الموقف، ونظر إليكم من هم حولكم بإعجابٍ واضح؟ ربما كانت مجرّد لحظةٍ عابرة، لكنّها تركت أثرًا عميقًا فيهم، لدرجة أنّهم قالوا: “يا له من رائع!“
قد لا تفكرون في هذه التجارِب على أنّها كاريزما، أو قد لا تعدّون أنفسكم كاريزماتيين، لأنّكم تعتقدون أنّ الكاريزما صفةٌ ثابتةٌ يتمتّع بها بعض الأشخاص فقط.
لكن في الحقيقة، الكاريزما ليست إلا مجموعةً من السلوكيات التي يُمكن تعلّمها وتطويرها، ويُمكن لأيّ شخصٍ أن يُظهرها في بعض المواقف حتّى أنتم الذين تقرأون هذه المقالة الآن بانتباه ويقظة.
في السياق ذاته، تتميّز الشخصيات الكاريزماتية بشخصيّة قوية، وحُضور مُلفت، والقُدرة على الإقناع، وحُسن القول، والاستماع بانتباه للآخرين، والاهتمام بهم وبمشاعرهم.
فِهْرِس المحتويات
ما معنى كاريزما؟
عندما تسمعون كلمة “كاريزما“، أحيانًا تُصابون بالحيرة.
ما المقصود بالكاريزما بالضبط؟
الكاريزما كلمة مُشتقة من اللغة اللاتينية “χάρισμα” (charisma)، وتُشير إلى “الهبة الإلهية” أو “النعمة“.
في الأصل، كانت تُستخدم الكاريزما للإشارة إلى موهبة خاصة يمتلكها بعض الأشخاص، مثل القُدرة على الشفاء أو التنبؤ بالمستقبل.
لكن مع مرور الوقت، تطوّر معنى الكاريزما ليشمل مجموعة من الصفات التي تُضفي على الشخص سحرًا خاصًا وجاذبيةً لا تُقاوم.
اليوم، تُستخدم الكاريزما لوصف قُدرتكم على جذب انتباه الآخرين والتأثير فيهم.
بكلمات بسيطة، الكاريزما هي صفةٌ شخصيةٌ تُتيح لصاحبها التأثير في الآخرين، وجذبهم، وإلهامهم، وكسب ثقتهم واحترامهم.
يتمتّع الشخص الكاريزماتي بجاذبيةٍ خاصةٍ تجعله مُلفتًا للأنظار ومُقنعًا في كلامه.
الكاريزما هي تلك الصفة التي تجعلنا نُعجب بشخص مّا، وتجعلنا نرغب في أن يُبادلنا الإعجاب، وتجعلنا نريد اتّباعه والثقة به. إنّها ذلك الشعور الذي ينتابكم عندما يدخل شخص مّا إلى مكان مّا ولا تستطيعون أن ترفعوا أعينكم عنه. إنّها عامل الجذب الخفي، ذلك الشيء الذي لا يمتلكه إلّا قليل من الناس حول العالم.
كلنا نسمع من حين لآخر أنّ فلان شخص كاريزمي، لكن لسوء الحظ، أكثر الناس لا يعلمون ويعتقدون أنّ كل شخص غني كاريزمي وكل شخص فقير غير كاريزمي وضعيف الشخصية، حتّى لو كان هذا الفقير مُثقفًا أو شخصًا مقنعًا.
بالنسبة إلى عامة الناس والأغبياء منهم، فالكاريزما ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمادة ولا شيء غير ذلك.
إذًا، متى نقول إنّ فلانًا لديه كاريزما؟
نقول إنّ الشخص كاريزمي للشخص الذي يبتسم غالبًا، الذي يترك انطباعًا إيجابيًا لدى الآخرين، الشخص الذي تتذكرون دائمًا أول مرة التقيتم به، الشخص الذي يروي لكم القصص بطريقة مُمتعة ومُقنعة، الشخص الذي ينصحكم دائمًا، الشخص الذي ينشر الإيجابية أينما ذهب وارتحل، الشخص الذي يستعمل حركات اليد التعبيرية ولغة جسده من أجل إيصال ما يود قوله لكم بوضوح، الشخص الذي يشكركم دائمًا عندما تُقدّمون له خدمة، الشخص الذي يتكلّم فقط من أجل قول شيء مُهم ومُفيد، الشخص الذي يُقنعكم بكلامه وأفكاره دون جهد…
مع أنّ الكاريزما صفة إيجابية يُعجب بها الكثيرون، إلّا أنّ بعض الأشخاص يستغلونها بصورة سلبيّة لتحقيق مصالحهم الشخصيّة واستغلال الآخرين.
يُسيء هؤلاء الأشخاص استخدام سحرهم وجاذبيتهم للتلاعب بالآخرين وخلق توقعات وهمية، تاركين ضحاياهم يشعرون بخيبة الأمل والخذلان.
إنّ هذا الاستخدام غير الأخلاقي للكاريزما يُمثّل خطرًا كبيرًا على المجتمع، ويُضعف الثقة والتعاون والتعاطف بين الناس.
لذا، من المهم أن تُدركوا أنّ الكاريزما ليست سمةً إيجابيةً من غير استثناء، بل هي سلاح ذو حدين يُمكن استخدامها في طريق الخير أو في سبيل الشر.
من ماذا تتكون الشخصية الكاريزمية؟
تتكون الشخصية الكاريزماتية من ثلاثة عناصر أساسية ألا وهي: الحضور، والثقة بالنفس، والاهتمام.
إذا أردتم أن تصبحوا مثل الأشخاص الكاريزميين الذين يجذبون الناس إليهم ويؤثرون فيهم بإيجابية، فينبغي لكم أن تتبنوا ثلاث سلوكيات:
الحضور
أولًا، الحضور: عندما تتحدّثون مع شخص مّا أو تتواجدون في مكان مّا، فمن الضروري أن تكُونوا حاضرين جسديًا وذهنيًا.
عليكم أن تُظهروا ذلك من خلال لغة جسدكم: الجلوس بقامة منتصبة، واستعمال الاتصال البصري مع المتحدث، والتحدّث بصوت واضح ومسموع، وإظهار الاهتمام الحقيقي بالآخرين، والإصغاء بانتباه لما يقولون.
إذا طرحتم أسئلة، فلا ينبغي لها أن تكون خارجة عن موضوع المُحادثة، والتعبير عن آرائكم وأفكاركم دون تردد وبثقة.
الثقة بالنفس
ثانيًا، الثقة بالنفس: عندما تتحدثون، ينبغي لكم أن تتحدثوا بثقة وتؤمنوا بقدراتكم وتُعبّروا عن أنفسكم بأريحية.
الشخص الواثق بنفسه هو كل من يفهم نِقَاط قوته وضعفه، ويُقدّر نفسه ويتقبّلها كما هي، وينظر إلى الأمور بنظرة إيجابية، ويتحمّل مسؤولية أفعاله ولا يُلقي اللوم على الآخرين.
فضلًا عن ذلك، لا يخاف من تجرِبة أشياء جديدة، ويغتنم الفُرص التي تأتي في طريقه.
الاهتمام
ثالثًا، الاهتمام: إذا أردتم أن تكونوا أشخاصًا كاريزميين ومُؤثرين، فعليكم أن تهتموا بالآخرين. فلا ينبغي أن يكون اهتمامكم مُصطنعًا بل صادقًا وحقيقيًا.
في حقيقة الأمر، الناس ينجذبون إلى من يهتم بهم وبمشاعرهم واحتياجاتهم وأفكارهم، وينفرون ممّن ينتقدهم ويُسيء إليهم.
فالشخص الذي يهتم بالناس هو كل من يُصغي باهتمام لما يقوله الآخرون ولا يُقاطعهم عندما يتحدّثون، ويُقدّم الدعم العاطفي لهم، ويحترم آراءهم حتّى لو لم يتّفق معهم، ويُعامل الجميع بكرامة بصرف النظر عن مكانتهم الاجتماعيّة، خلافًا إلى الشخص المُتملّق الذي يهتم فقط بمن لديه المال والمكانة الاجتماعيّة.
هل الكاريزما فطرية ام مكتسبة؟
لطالما كان موضوع الكاريزما محور جدل واسع حول ما إذا كانت صفة فطرية يمتلكها البعض دون غيرهم، أم أنّها مهارة مكتسبة يُمكن للجميع تعلّمها وتطويرها.
في الحقيقة، لا تُوجد إجابةٌ قاطعةٌ على هذا السؤال.
فالكاريزما مزيجٌ من الصفات الفطرية والمهارات المكتسبة.
تلعب البيئة دورًا كبيرًا في نقل الكاريزما، فعلى سبيل المثال لا الحصر، إذا كان الأب كاريزميًا، فمن الطبيعي أن تروا أبناءه كاريزميين أو على الأقل واحدًا منهم.
خلافًا للأب ذو الشخصية الضعيفة، فهو يُؤثّر في أبنائه بسلبية، ويُؤثّر في أسلوب تفكيرهم وسلوكهم وشخصيتهم، ويمنحهم نصائحًا خاطئة تمامًا، ما يجعلهم خجولين وغير مُحترمين، سواءً داخل العائلة أو بين الناس عمومًا.
إضافةً إلى ذلك، هُناك عوامل أخرى قد تُؤثّر في شخصيّة الأبناء، مثل: البيئة الاجتماعية والتعليم والتجارب الشخصيّة، لكن يبقى دور الأب بصفته قُدوة ونموذجًا للأبناء دورًا لا يُستهان به.
بالنسبة إليّ، الكاريزما مهارة مثل كافة المهارات يُمكن تعلمها بالقراءة أو تقليد الأشخاص الكاريزميين أو بتطوير بعض المهارات التي سوف نتحدّث عنها لاحقًا في هذه المقالة.
في السياق ذاته، هُناك اعتقاد خاطئ تمامًا ومفاده أنّ الشخص الانطوائي ليس كاريزميًا.
هذا أمر غير صحيح البتة، فالشخصيّة الكاريزمية يُمكن أن تُوجد لدى الشخص الاجتماعي والشخص الانطوائي على حد سواء.
إذن ما الفرق بين الشخص الاجتماعي و الشخص الانطوائي؟
يميل الشخص الاجتماعي إلى قضاء وقته مع الآخرين، ويُحبّ التفاعل والتواصل معهم.
في حين أنّ الشخص الانطوائي هو شخص قد يكون اجتماعيًا، ويستمتع بالتفاعل مع الآخرين، ويبني علاقات قوية بهم.
لكنه، يُفضّل قضاء الوقت بمفرده، والتركيز على أفكاره، ومشاعره، وإبداعاته.
لا يعني كونه انطوائيًا أنّه غير اجتماعي أو لا يُحبّ الناس.
بل يعني أنّه يستمدّ طاقته من الوقت الذي يقضيه بمفرده، في حين يستنزف طاقته في الوقت الذي يقضيه مع الآخرين.
لكن إذا كنتم أشخاصًا خجولين أو غير واثقين بأنفسكم، فلن تكونوا كاريزميين أبدًا، لأنّ الثقة بالنفس والجرأة من عناصر الكاريزما التي لا غنى عنها.
في ما يلي سوف نتحدث عن كافة العناصر المهمة لبناء الكاريزما، لكن قبل ذلك سوف نتحدّث عن العفوية والتصنع.
هل أنتم بحاجة إلى التصنع أو العفوية لاكتساب الكاريزما؟
في حقيقة الأمر، الشخصية الكاريزمية تتميّز بالعفوية، لذلك ينجذب الناس إليها كما ينجذب المغناطيس إلى الحديد.
العفوية ضرورية للغاية لاكتساب الكاريزما لأنّها تُضفي على الشخص شعورًا بالصدق والبراءة، و تجذب الآخرين إليه.
في السياق ذاته، الشخص الكاريزمي هو شخص عفوي ولا يأبه لآراء الآخرين عنه لكنه في الوقت ذاته يحترم الآخرين ويحترم مشاعرهم ولا يُحاول التدخّل في حياتهم الشخصيّة.
جميع الشخصيات الكاريزمية التي التقيتها في حياتي واعون بما يقُولون ويفعلون، و يُحاولون دائمًا ترك انطباع إيجابي لدى الآخرين.
ممّا سبق يتبين لنا أنّ البقاء على طبيعتنا مادام لا نُؤدي الآخرين هو أساس اكتساب الكاريزما وهذا ما يمنحنا الجاذبيّة والأصالة.
ما هي إذن الأصالة ؟
الأصالة: هي أن تكون نفسك دون تصنّع أو تقليد الآخرين.
في مجال الكاريزما لسنا مُطالبين بتغيير أنفسنا بل مُطالبين بتطوير أنفسنا؟
لكن ما الفرق بين تغيير الذات وتطوير الذات؟
تغيير الذات هو عملية جذرية تهدف إلى التخلّص من الصفات أو السلوكيات التي يُنظر إليها على أنّها سلبية أو غير مرغوب فيها، واستبدالها بأُخرى إيجابيّة.
بينما تطوير الذات هو عمليّة تدريجيّة تهدف إلى تعزيز الصفات والسُلوكيات الإيجابيّة الموجودة لدينا، واكتساب مهارات وخبرات جديدة.
على سبيل المثال، يُعاني غسان زيادة الوزن :
في حالة تغيير ذاته:
- فقد يختار غسان اتّباع نظام غذائي صارم ومُمارسة الرياضة بطريقة مُكثّفة لفُقدان الوزن بسرعة.
في حالة تطوير ذاته:
- فقد يختار غسان اتّباع نظام غذائي صحّي مُتوازن ومُمارسة الرياضة بانتظام لتحسين صحتّه ولياقته البدنية على المدى الطويل.
ببساطة: يختلف تغيير الذات عن تطوير الذات، فالأول يُركّز على التخلّص من الصفات السلبيّة، في حين الثاني يُركّز على تعزيز الصفات الإيجابيّة.
كيف تكتسبون الكاريزما؟
كما ذكرنا سابقا، فالكاريزما ليست صفةً فطريةً يمتلكها البعض دون غيرهم، بل هي مهارة قابلة للتعلّم والتطوير بتبنّي بعض السلوكيات واكتساب مهارات مُحدّدة.
في ما يلي، سوف نُقدّم لكم بعض الخُطوات الأساسيّة التي يُمكنكم اتّباعها لتنميّة الكاريزما:
الاهتمام بالآخرين
كما قلنا لكم سابقًا، فالاهتمام سمة موجودة في كل شخص كاريزمي.
لهذا السبب، إذا كنتم تطمحون لأن تكونوا أشخاصًا كاريزميين، فعليكم أن تهتموا بالناس الذين تلتقون بهم.
من الضروري أن يكون اهتمامكم صادقًا، لأنّ الاهتمام الكاذب يظهر بسرعة، وعندما يكتشفه الناس، فقد يفقدون الثقة بكم إلى الأبد.
ينبغي لكم أن تعلموا أنّ الشخص الكاريزمي هو شخص عفوي بدرجة كبيرة. إنّه يُصغي باهتمام لما يقوله الآخرون ولا يُقاطعهم، ويطرح أسئلة في محلها لفهم وجهة نظر الآخرين، ويحترم آراء ومشاعر الآخرين حتّى لو لم يتّفق معهم جُملةً وتفصيلًا.
الاعتناء بالمظهر الخارجي
جميع الأشخاص الكاريزميين الذين التقيت بهم في حياتي كانوا يملكون صفة مشتركة، إنّهم يعتنون بمظهرهم الخارجي.
لكن، ينبغي لكم أن تعرفوا أنّه ليس كل الذين يعتنون بمظهرهم الخارجي هم أشخاص كاريزميين.
لعلّكم التقيتم بأشخاص يلبسون ملابس باهظة الثمن، ومع ذلك رُؤوسهم فارغة ولا يُفرّقون بين الصواب والخطأ.
إنّه أمر سهل أن تهتموا بأنفسكم وتعتنوا بها.
كل ما عليكم فعله هو: الاستحمام بانتظام، وتنظيف أسنانكم بالفرشاة يوميًا، وارتداء ملابس نظيفة تُناسب ذوقكم وشخصيّتكم، وتصفيف شعركم بطريقة تُناسب وجوهكم، واتّباع نظام غذائي صحي، ومُمارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم.
تقبّل الذات
إذا أردتم أن تكونوا أشخاصًا كاريزميين، فينبغي لكم أن تتقبّلوا ذواتكم كما هي، وأن تتصالحوا مع كل عُيوبكم ونقاط ضُعفكم.
فالشخص الذي يتقبّل ذاته هو شخص راضٍ عن عيوبه الجسدية لأنّه يعلم علم اليقين أنّه لا يستطيع تغييرها على الإطلاق.
في السياق ذاته، يعرف الشخص الذي يتقبّل جسده أنّ لكل شخص في هذا العالم عُيوب ومزايا، لذلك يُركّز على مزاياه بدلًا من التركيز على عُيوبه.
تقبّل الجسد
الشخص الكاريزمي هو شخص مُتصالح مع جسده بدرجات بعيدة. عليكم أن تعرفوا أنّ الجمال لا يمنحكم الشخصية الكاريزمية، فكافتنا رأينا ذات مرّة شخصًا وسيمًا، ومع ذلك لديه شخصيّة ضعيفة، والعكس بالعكس.
هذا يعني أنّه يُمكنكم تطوير أنفسكم لتُصبحوا أشخاصًا كاريزميين بصرف النظر عن وسامتكم أو قُبحكم.
الثقة بالنفس
إذا أردتم أن تكونوا أشخاصًا كاريزميين، فينبغي لكم أن تكتسبوا الثقة بالنفس.
شاهدوا المقالة التي نشرناه من قبل، إنّها تتحدّث عن الثقة بالنفس بالتفصيل المُمل.
كثيرًا ما يخلط عامة الناس بين الكاريزما والغرور بغير علم.
لكن، في حقيقة الأمر، فأصحاب الشخصيّة الكاريزمية واثقون بأنفسهم بدرجة كبيرة وليسوا مغرورين أو أنانيين البتة.
كما هو معروف، فلا أحد يُحب الشخص المغرور، في حين أنّ الشخص الكاريزمي شخص محبوب لدى عامة الناس بفضل طريقة تواصله وانصاته.
التفاؤل
إذا أردتم أن تصبحوا أشخاصًا كاريزميين، فينبغي لكم أن تكونوا متفائلين وتتبنّوا التفكير الإيجابي. وذلك لأنّ التفاؤل يُساعد على جذب الآخرين وإلهامهم.
يُحاول الشخص الكاريزمي أن يكون مُتفائلًا قدر الإمكان بالرغم من أنّه واقعي ويعرف أنّ التفكير السلبي غير مُجدي بالمرة.
كما هو معلوم، فصاحب الشخصية الكاريزمية يُحاول دائمًا تحفيز وتشجيع الناس المحيطين به والتركيز على الجانب المُشرق الخاص بالحياة.
الاستماع بانتباه
إذا كنتم ترغبون في أن تُصبحوا أشخاصًا كاريزميين، فعليكم أن تكُونوا مُستمعين جيّدين، لأنّ الناس بطبيعتهم يميلون إلى الشخص الذي يستمع إليهم ويتعاطف معهم، ويبتعدون عن الشخص الذي لا يهتم بمشاعرهم.
ولكي تكونوا مستمعين جيّدين، فيمكنكم التركيز على النقاط التالية:
- ركّزوا على ما يقوله المُتحدّث.
- لا تُقاطعوه لأيّ سبب من الأسباب حتّى يُكمل كلامه.
- اظهروا تعاطفكم معه عندما يتطلّب الموقف ذلك.
التواصل الفعّال
كافة الأشخاص الكاريزميين في هذا العالم الشاسع يُتقنون مهارة التواصل.
لكن، ما هي مهارة التواصل؟
تتجلّى مهارة التواصل في القُدرة على إيصال ما تودون قوله للمستمع بطريقة واضحة لتجنّب الالتباسات وبلغة يفهمها، مع تجنّب استعمال كلمات غير شائعة.
إضافةً إلى ذلك، استخدام لغة الجسد والتعبيرات الوجهية والتواصل غير اللفظي لتعزيز رسالتكم ولفت الانتباه.
خلاصة القول
ممّا سبق يتبين أنّ الكاريزما ليست سمةً فطريةً، بل هي مهارة قابلة للتعلّم والتطوير.
بتطبيق النصائح والاستراتيجيات التي قدّمناها لكم في هذه المقالة، فسوف تتمكّنون من بناء حضورٍ قويٍ وجاذبيةٍ لا تُقاوم، ما سوف يُساعدكم على تحقيق أهدافكم الشخصيّة والمهنية، وخلق تأثيرٍ إيجابيٍ في الناس من حولكم.
مع السلامة.