التفكير النقدي: كل ما تحتاج معرفته عنه؛ تعريفه، مهاراته، مراحله، ومعوقاته
مُلاحظة: يستخدم البعض عبارة “التفكير الناقد” للإشارة إلى “التفكير النقدي”، وهذا خطأ. ففي اللغة العربية، يُستخدم مصطلح “نقدي” لوصف ما يرتبط بالنقد، مثل “التحليل النقدي”، و”مقال نقدي”، و”أبحاث نقدية”. أمّا “ناقد” فهي صفة تُشير إلى الشخص الذي يُمارس النقد، وليست لوصف عمليّة التفكير بحد ذاتها. ويُقصد بالنقد في العربية القُدرة على التمييز بين الأشياء وإظهار عيوبها أو محاسنها.
مُقدمة
بفضل الإنترنت التي ربطت بين القارات، أصبحت المعلومات تتدفّق علينا مِنْ كلِّ حَدَبٍ وصَوْب. وبفضل منصّات التواصل الاجتماعي، لا تنقطع الأخبار سواءً كانت محلية أو عالمية ليلًا ونهارًا، إلى جانب الآراء، والتحليلات، والإعلانات المموّلة. هذا الكم الهائل من البيانات التي تمر أمام أعيننا يوميًا يزيد من صُعوبة التمييز بين المعلومات الصحيحة والمضلّلة، وبين الحقيقة والافتراء.
ولعلّ هذا التحدّي هو ما جعل التفكير النقدي ضرورة ملحّة في عصرنا الحالي. فما هو التفكير النقدي؟
ببساطة، التفكير النقدي هو القُدرة على تحليل المعلومات بموضوعيّة وتقييمها قبل اتّخاذ قرار أو تبنّي موقف معيّن.
مع ازدياد حجم المعلومات المُتاحة، أصبح من الضروري أن نتعلّم كيف نُميّز بين ما هو صحيح وما هو زائف.
لا يتوقّف الأمر عند هذا الحد، فمع صعود الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة والتطوّر الهائل الذي يشهده هذا المجال، ازدادت الحاجة إلى التفكير النقدي. فقد لاحظ كثير منكم عند تصفّح وسائل التواصل الاجتماعي انتشار مقاطع فيديو أُنشأت بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، أو أصوات مُقلّدة بدقة مذهلة لمشاهير، يظهرون وكأنّهم يقولون أشياء لم ينطقوا بها قط.
في الواقع، أصبحت هذه التقنيّة قادرة على إنشاء مُحتويات مرئيّة وصوتيّة تُحاكي الواقع لدرجة يصعُب معها التفريق بين المُحتوى المزيّف والأصلي.
اليوم، لا يقتصر الذكاء الاصطناعي على توليد النصوص والصور والفيديوهات فقط، بل أصبح يُتقن استنساخ الأصوات بدقة كبيرة، لدرجة أنّنا قد نسمع شخصيّات معروفة تتحدّث بكلام لم يصدر عنها أبدًا. هذا التطوّر جعل من السهل التلاعب بالمعلومات وتزييف الحقائق، ما يُضاعف الحاجة إلى التحلّي بالتفكير النقدي والوعي الرقمي. فإذا لم نتعلّم كيف نتبيّن من صحة ما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنّنا سنكون عُرضة للوقوع في فخ التضليل، وقد نُصبح دون قصد أدوات لنشر الأخبار الكاذبة، يا للأسف، هذا يحدث يوميًا؛ نرى الناس يتناقلون الأخبار الكاذبة وكأنّها حقائق، وما خفي كان أعظم.
دون التفكير النقدي، قد نُسيء إلى أشخاص أبرياء أو نسهم في نشر معلومات مغلوطة تُؤثّر سلبًا في سُمعتهم أو تشويه الحقيقة. وقد تكون لهذا الأمر تداعيّات شديدة الْخَطَر على الأفراد والمُجتمعات على حد سواء. وفي عصر يعتمد فيه الناس بصورة مُتزايدة على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات، صار التحقّق من المصادر والتأكّد من صحة المحتوى ضرورة لا غنى عنها.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما هو التفكير النقدي بالتفصيل؟ وكيف يُمكننا استخدامه في حياتنا اليومية؟ وما هي المعوقات التي تقف حائلًا دون تطويره والاستفادة من قوّته؟ كل هذه الأسئلة سنُناقشها بالتفصيل في هذه المقالة.
فِهْرِس المحتويات
تعريف التفكير النقدي
التفكير النقدي هو عمليّة عقليّة منظّمة وواعيّة، تُمكّننا من تحليل المعلومات التي نتلقّاها بموضوعيّة، أيّ دون تحيّز، كما تُتيح لنا تقييم هذه المعلومات استنادًا إلى الأدلة والبراهين لاستخلاص النتائج منها.
في الواقع، التفكير النقدي ليس نقدًا هدّامًا كما يظن البعض، بل هو أداة تُساعدنا على فهم العالم بعمق واتّخاذ قرارات صائبة.
من هذا المُنطلق، يتّضح لنا أنّ التفكير النقدي فن بحد ذاته؛ فهو فن طرح الأسئلة، وفن التحليل، وفن التقييم، وفن الاستنتاج، بهدف الوصول إلى الحقيقة وتفادي أيّ تلاعب أو خداع قد يُمارسه طرف مّا.
بأسلوب مجازي، يُمكن تشبيه التفكير النقدي بالمُرشّح الذي يُنقّي الماء من الشوائب؛ أمّا في سياق التفكير، فالشوائب هنّ التحيّزات، والمغالطات، والأخطاء…
ولعلّ أبرز ما يُميّز التفكير النقدي هو قُدرته على تعزيز التفكير المستقل، فهو لا يدفعنا إلى قَبُول ما يُقال على نحو أعمى، بل يدعونا إلى التحقّق ممّا يُقال أو يُسمع، بطرح الأسئلة والبحث عن الأدلة التي إمّا تدعم الادعاءات وإمّا تُفنّدها.
في الواقع، التفكير النقدي لا يهدف إلى التشكيك لمجرّد التشكيك، بل يسعى إلى تسليح الشخص بمهارات التحليل والبحث عن الحقيقة دون تحيّز.
من المهم أن نذكر أنّ التفكير النقدي يتطلّب الصبر والانفتاح على الأفكار الجديدة.
في السياق ذاته، يُعدّ التفكير النقدي أداة ضرورية يجب على كل شخص التسلّح بها في عالمٍ أصبح فيه الجميع يُعبّر عن آرائه بعلم أو بجهل على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي زمن يسعى الكثيرون إلى خداع الآخرين لتحقيق مصالح شخصيّة أو لبيع مُنتج.
مهارات التفكير النقدي
مهارات التفكير النقدي هي مجموعة من المهارات الأساسية التي تُساعدنا على تعزيز التفكير النقدي. تشتمل هذه المهارات على:
الفضول المعرفي
عندما نتحدّث عن الفضول المعرفي، فإنّنا نُشير فورًا إلى الكُتّاب والفلاسفة والعُلمّاء والمُفكرين والمتخصّصين في مجالاتهم. فلا يُمكن لأيّ شخص أن يتعمّق في أيّ مجال دون وجود فضول علمي يدفعه لذلك.
إذا كنت ترغب في أن تُصبح مُفكرًا ناقدًا، فعليك أن تقرأ بشغف من أجل تطوير مهاراتك وإغناء رصيدك المعرفي.
عندما يُصبح الفرد مثقفًا ومملوءًا بأفكار بنّاءة ومعلومات متنوّعة في شتّى المجالات، يُصبح من السهل عليه أن يُراقب ما يحدث من حوله بعين ناقدة. هذه المعرفة ستكون عونًا له في حل مُشكلاته والتحدّث بإقناع، فضلًا عن اتّخاذ قرارات حكيمة في معظم الأحيان.
البحث
عندما يُواجه الإنسان مُشكلة ما أو يرغب في معرفة أمر مُعيّن، فإنّ أول ما ينذر بباله هو البحث. لذا، فإنّ مهارة البحث عن المعلومات التي نحتاجها تُعدّ غاية في الأهمية، خاصةً عندما نسعى لتطوير أنفسنا، أو إغناء رصيدنا المعرفي، أو إيجاد حلول لمشكلاتنا، أو اتّخاذ قرارات سليمة.
من المهم عند البحث عن معلومة معيّنة أن تلجأ إلى أصحاب الاختصاص وتقرأ كتبهم، لأنّ المُتخصّص يكون متعمقًا ويعرف كل التفاصيل حول مجاله. هذا سيُساعدك ويُسهّل عليك الوصول إلى مصادر موثوقة في بحثك.
التمييز بين الرأي والحقيقة
مُعظم الناس لا يُميّزون بين الحقيقة والرأي، ولهذا السبب تنشأ النزاعات. إذا أردت أن تتسلّح بالتفكير النقدي، فمن الضروري أن تُفرّق بين الرأي والحقيقة.
في واقع الأمر، فالحقيقة هي تصوّر يُمكن التحقّق منه أو إثباته بالأدلة أو المُلاحظات الموضوعيّة. فهي مُستقلة عن العواطف أو التفضيلات الشخصيّة، وتظلّ قائمة حتّى لو أنكرناها. على سبيل المثال، عبارة ‘يغلي الماء عند 100 درجة مئوية تحت ضغط جوي طبيعي‘ هي حقيقة علميّة يُمكن التحقّق منها، وكذلك ‘الأرض تدور حول الشمس‘ فهي حقيقة مثبتة علميًا.
أمّا الرأي، فهو وجهة نظر شخصيّة مبنيّة على مشاعر أو مُعتقدات أو تفضيلات فردية، ويتأثر بالتجارب والعواطف الشخصيّة. فعلى سبيل المثال، إذا قلتُ ‘الطقس اليوم جميل‘، فإنّ هذا رأي، لأنّ الجمال نسبي ويختلف من شخص لآخر. فقد يُفضّل البعض الطقس الحار أو البارد أو المُعتدل. وبالمثل، قول ‘فصل الصيف هو أفضل الفصول‘ هو تعبير عن تفضيل شخصي ولا يُمكن إثباته علميًا.
لهذا السبب، يُعدّ التمييز بين الرأي والحقيقة أحد أهم أُسس التفكير النقدي، وربما أكثرها أهميّة.
التحليل
يُعدّ التحليل من أهم مهارات التفكير النقدي، وذلك لأنّه يُمكّن الشخص من تفكيك المعلومات إلى أجزاء صغيرة وفهم العلاقات بينها، ما يُساعده على رُؤية الصورة الكاملة بوضوح.
انطلاقًا من عملية التحليل، يتمكّن المُفكّر من تقييم كل جُزء على حدة، وتمييز الحقائق عن الآراء، واكتشاف التحيّزات أو المُغالطات المحتملة التي قد تُؤثّر في عمليّة الفهم.
على سبيل المثال، عند قراءة مقال إخباري، فيُمكنك تحليل حجج الكاتب، والأدلة التي يستخدمها، والمصادر التي يعتمد عليها، واللغة المُستخدمة، والجمهور المستهدف، لتكوين فهم شامل للموضوع وتحديد ما إذا كان الكاتب موضوعيًا أم متحيّزًا. هل يُقدّم القصة كُلََّها، أم يُركّز على جزء واحد منها لخداع القارئ وتمرير مُغالطاته؟
التقييم
التقييم ضروري عندما يتعلّق الأمر بالتفكير النقدي، وذلك لأنّه يُمكّننا من إصدار أحكام على قيمة أو مصداقيّة المعلومات المُقدّمة أو الأدلة.
في سياق التفكير النقدي، من الضرُوري تقييم مصداقية المصادر وتحديد التحيّزات إن وُجدت، بالإضافة إلى تحليل قُوّة وضُعف الحجج المُقدّمة.
على سبيل المثال، عند مُشاهدة إعلان تجاري، فيُمكنك تقييم المعلومات المعروضة والتساؤل عن مدى صدقها، وما إذا كانت تُخفي جوانب سلبيّة عن المنتج. هل الشهادات المُستخدمة في الإعلان حقيقية وموثوقة؟ هل هُناك دراسات علميّة تدعم الادعاءات المُقدّمة؟
كل هذه الأسئلة أعلاه تُساعد على تعزيز قُدرتك على التفكير النقدي واتّخاذ قرارات صائبة.
الاستنتاج
في مجال التفكير النقدي، يُعدّ استخلاص النتائج بناءً على المعلومات والأدلة المُتاحة أمرًا مهمًا، وهذا ما يُعرف بالاستنتاج.
يُشير الاستنتاج إلى العمليّة العقليّة التي تهدف إلى الوصول إلى نتائج مُستندة إلى معلومات أو بيانات مُتاحة.
عند الاستنتاج، نُحلّل المعلومات ونُفسّرها للوصول إلى حكم أو فكرة جديدة.
على سبيل المثال، إذا لاحظت زيادة في أسعار السلع الغذائيّة، فيُمكنك استنتاج أنّ ذلك قد يكون ناتجًا عن نُقص في الإنتاج، أو زيادة في الطلب، أو التضخّم، أو عوامل أخرى.
اتّخاذ القرارات
تُعدّ مهارة اتّخاذ القرارات من أهم مهارات التفكير النقدي. لكن ماذا نعني باتّخاذ القرار؟
اتّخاذ القرار هو العمليّة التي نختار فيها خيارًا من بين عدّة خيارات مُتاحة.
تشتمل هذه العمليّة على تحديد المُشكلة أو الهدف، وجمع المعلومات اللازمة، وتحليل الخيارات، وتقييم النتائج المتوقّعة لكل خِيار، ثم اختيار الخِيار الأنسب من بينها.
على سبيل المثال لا الحصر، عند اتّخاذ قرار بشأن الاستثمار في مشروع مُعيّن، فينبغي لنا تحليل الجدوى الاقتصادية للمشروع، ودراسة السوق، وتقييم المُنافسة، وتحليل المخاطر والعوائد المُحتملة، بالإضافة إلى استشارة خُبراء في المجال، قبل اتّخاذ القرار النهائي.
التواصل
عندما نتحدّث عن مهارات التفكير النقدي، فمن الظلُم عدم ذكر التواصل الفعّال، لأنّ التواصل الفعال رُكن أساسي من أركان التفكير النقدي.
ما هو التواصل الفعّال؟
التواصل الفعال هو عمليّة نقل ما نودّ قوله للمُستمع بطريقة واضحة ومفهومة.
لتحقيق ذلك، فينبغي لنا تحديد الجَمهور المُستهدف، واختيار اللغة المُناسبة، وتقديم الأدلةالمُقنعة. كما يجب الاستماع بانتباه وتركيز للآخرين، والرد عليهم باحترام حتّى لو كانوا يُخالفوننا في الرأي.
على سبيل المثال، عندما ترغب في مُناقشة قضيّة معيّنة مع زملائك أو أصدقائك، فيجب أن تكون قادرًا على شرح وجهة نظرك بوضوح، باستخدام لغة بسيطة ومفهومة. كما ينبغي لك تقديم أدلّة من مصادر موثوقة تُدعّم رأيك، والاستماع إلى وجهات نظر زملائك بانتباه، والرد على أسئلتهم واعتراضاتهم بهدوء وموضوعيّة.
فوائد التفكير النقدي
يُعدّ التفكير النقدي مهارة أساسيّة في القرن الحادي والعشرين، إذ يُمكّننا من:
- التمييز بين المعلومات الصحيحة والمُضلّلة، والتحقّق من مصداقيّة المصادر، وتجنّب الوقوع ضحيّة للشائعات والأخبار الكاذبة. وذلك بطرح أسئلة مثل: ما مصدر هذه المعلومات؟ ما الأدلّة التي يعتمد عليها الكاتب؟ وهل تُوجد مصادر أخرى تُؤكّد أو تُفنّد هذه المعلومات؟
- اتّخاذ القرارات على أساس المعلومات المُتاحة، مُستندين إلى الأدلّة والمنطق.
- تحليل المُشكلات وتحديد أسبابها الجذرية، ثم إيجاد الحُلول المُناسبة لها وتطبيقها وتقييم نتائجها.
- تطوير الذات وتعزيز القُدرة على التفكير باستقلالية وموضوعيّة.
- تمكين الأفراد من المُشاركة في الحياة السياسيّة والاجتماعيّة، والتعبير عن آرائهم واتّخاذ قرارات صائبة حول القضايا المجتمعيّة، بما يسهم في بناء مُجتمع واعٍ.
خطوات التفكير النقدي
تختلف خطوات التفكير النقدي بناءً على المنهجيّة المتّبعة، لكن في هذه المقالة، سنُقدّم لكم أهم الخُطوات الشائعة التي أستخدمها شخصيًّا في حياتي اليوميّة.
تحديد المشكلة أو السؤال
في هذه المرحلة، حدّد المُشكلة أو السؤال الذي يحتاج إلى إجابة أو تفكير نقدي. واعلم جيّدًا أنّه كلّما كان السُؤال مُحدّدًا، كان الجواب أقرب إلى الصواب.
جمع المعلومات
في مرحلة جمع المعلومات، ينبغي ألّا تعتمد على مصدر واحد، بل ابحث عن مصادر مُتنوّعة.
لتحقيق ذلك، اقرأ مقالات، وكُتب، أو استمع لآراء الخُبراء في المجال الذي تبحث فيه…
تحليل المعلومات
في مرحلة تحليل المعلومات، قسّم المعلومات التي جمعتها، وتحقّق من صحّة المصادر، وقيّم مدى موثوقيتها…
تقييم المعلومات
بعد تحليل المعلومات، تأتي مرحلة تقييم المعلومات. في هذه المرحلة من مراحل التفكير النقدي، حدّد مدى مصداقيّة المعلومات التي جمعتها.
هل المصادر موثوقة؟ هل الأدلة قويّة؟ وهل هُناك أيّ تحيّزات قد تُؤثّر في النتائج؟
تحديد الافتراضات
بعد مرحلة تقييم المعلومات، تأتي مرحلة تحديد الافتراضات. في هذه المرحلة، حدّد الافتراضات التي تقوم عليها الحجج أو الأفكار المطروحة.
هل هذه الافتراضات صحيحة ومنطقيّة؟
توليد الأفكار والحلول
بعد استيفاء المراحل السابقة، تأتي مرحلة توليد الأفكار أو الحلول، والتي تعتمد على التحليل والتقييم الذي قمت به من قبل.
اتّخاذ القرار أو تكوين الحُكم
بعد توليد الأفكار أو الحلول، تأتي مرحلة اتّخاذ القرار، حيث يُعتمد إلى التحليل والتقييم الذي تمّ إجراؤه.
التواصل والتطبيق
بعد اتخاذ القرار أو تكوين الحُكم، تأتي مرحلة التطبيق أو مُشاركة القرار مع المعنيين بالأمر.
في هذه المرحلة، تحتاج إلى التواصل الفعّال لمُشاركة نتائج تفكيرك أو رأيك أو منظورك.
صفات المفكر الناقد
إذا كُنت ترغب في التعرّف إلى صفات المفكر الناقد، فقد أعددنا لك مقالًا منفصلًا يتناول هذه الصفات بالتفصيل.
يُمكنك الاطلاع على المقال بعنوان: صفات المفكر الناقد.
كيف تُطوّر مهارات التفكير النقدي؟
هُناك عدّة طرق لتطوير مهارات التفكير النقدي، ولكن في هذه المقالة الشاملة، سنذكر أبرزها والأمور التي ستكون سهلة في التنفيذ، مثل:
- اطرح الأسئلة حول كل ما تسمعه أو تقرأه.
- استفسر عن مصدر المعلومات، ودقّتها، ومصداقيّتها.
- تجنّب الاقتصار على وجهة نظر واحدة؛ وحاول فهم وجهات نظر الآخرين حتّى لو كنت لا تتفق معها.
- حدّد نقاط القوة والضعف في الحجج المقدّمة.
- تحقّق من مصداقية الأدلة التي تُعرض، وتأكّد من أنّها كافية لدعم الاستنتاجات.
- ناقش أفكارك مع الآخرين، واستمع إلى آرائهم وتعليقاتهم.
- اقرأ كتبًا ومقالات عن التفكير النقدي؛ ولكن هذه المقالة ستُغنيك عن قراءة العشرات منها.
- كن فُضوليًا: اطرح الأسئلة باستمرار، وابحث عن مزيد من المعلومات حول المواضيع التي تهمّك.
- لا تتردّد في التشكيك في الآراء السائدة، وكوّن آرائك الخاصة بناءً على الأدلّة والمنطق.
- احذر من التحيّزات المعرفيّة التي قد تُؤثّر في تفكيرك.
- مارس التفكير النقدي بانتظام؛ فكلّما أُتيحت لك الفُرصة لمُمارسة هذا النوع من التفكير، أصبحت أكثر إتقانًا له.
معوقات التفكير النقدي
عندما نرغب في التفكير بطريقة نقديّة، فقد تعُوقنا عدّة عقبات. لكن في هذا الجُزء من المقالة، سنستعرض أهم معوقات التفكير النقدي الشائعة لا غير ، ومنها:
- تحيّز التأكيد (Confirmation Bias): الميل للبحث عن المعلومات أو تفسيرها بطريقة تُؤكّد ما نُؤمن به مسبقًا، مع تجاهل أو التقليل من أهميّة الأدلة المطروحة.
- الأنانيّة.
- العواطف: التي قد تجعلنا غير موضوعيين في آرائنا.
- الصُعوبة في التعبير عن الآراء المخالفة للشخصيات الأكثر هيمنة في المجموعة أو المُجتمع الذي نعيش فيه.
- عدم الرغبة في تغيير الآراء والمُعتقدات حتّى لو ظهرت أدلّة جديدة تتناقض معها.
- عدم امتلاك المعلومات الكافية حول موضوع مّا.
- التسرّع في اتّخاذ القرارات أو التسرّع في إصدار الاستنتاجات.
- ضغط الجماعة الذي يدفعنا لتبنّي آراء مُعيّنة دون تفكير نقدي.
- الخوف من تبنّي أفكار جديدة أو مُغايرة.
- الخوف من ارتكاب الأخطاء: ما يجعلنا نتجنّب اتّخاذ القرارات أصلًا.
- التركيز على المعلومات الظاهرية فقط: دون التعمّق في تحليلها وفهمها.
- تجنّب المعلومات التي تُسبّب التوتر: ما يمنعنا من الاطّلاع على جميع الجوانب.
- التفكير الجماعي: الذي قد يُؤدّي إلى تآكل التفكير النقدي الفردي.
- التمسّك بالأفكار المُسبقة: ورفض تغييرها حتّى مع وُجود أدلّة جديدة تدحضها.
- الغرور: الذي قد يمنعنا من الاعتراف بأخطائنا أو قُصورنا.
- التجارب السابقة: التي قد تُؤثّر في تفكيرنا وتُعطينا وجهة نظر مُشوّهة.
خُلاصة القول
كما رأيتم، ففي هذه المقالة قدّمنا لكم كافة الأدوات والمهارات اللازمة لإتقان مهارة التفكير النقدي، خاصةً في عالم مُمتلِئ بالمعلومات المضلّلة وعصر الذكاء الاصطناعي.
بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان أيّ شخص أن يُولّد أصواتًا أو يُقلّد أصوات الآخرين وينسب إليهم أقوالًا لم يقُولوها حسدًا من عند نفسه.
لذا، إذا لم يتسلّح الفرد بمهارة التفكير النقدي اليوم قبل الغد، فسوف يُصبح عرضة للتلاعب من قبل أيّ جهة تسعى غالبًا لتحقيق أهدافها الخاصة، مثل التفريق والسيطرة.
اكتشاف المزيد من El Gouzi Talks Ar
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.