تطوير الذات

عادات صحية للمحافظة على جسم سليم: إليكم 22 عادة!

الحفاظ على جسم سليم رحلة مُستمرة تتطلّب التزامًا بنمط حياة صحي؛ يشتمل هذا النمط على مجمُوعة من العادات الإيجابية التي تُغذّي صحتنا الجسديّة والنفسيّة والعقليّة. فجسم الإنسان منظومة مُتكاملة ومُترابطة، حيث يُؤثّر كل جانب فيه في الآخر.

في هذا المقال، سوف نكشف لكم مجموعة واسعة من العادات الصحيّة الأساسيّة التي تسهم في بناء جسم سليم وحياة صحيّة مليئة بالنشاط والحيويّة.

تُمثّل العادات الصحية حجر الزاوية لرفاهيتنا، فهي تعمل على تقويّة جهاز المناعة، وتعزيز صحة القلب والأوعيّة الدمويّة، والحفاظ على وزن صحي، وتحسين الحالة المزاجيّة، وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المُزمنة، وتعزيز صحتنا العقليّة والقُدرة على التركيز والإبداع.

لذا، فإنّ تبنّي عادات صحيّة ليس مجرّد خِيار، بل ضرورة للحفاظ على جودة الحياة والاستمتاع بصحة جيّدة على المدى الطويل.

عادات صحية للمحافظة على جسم سليم

إليكم مجموعة شاملة من العادات الصحيّة التي ينبغي اتّباعها للمحافظة على جسم سليم:

النوم

يُعدّ النوم الكافي أحد أهم العادات الصحيّة التي يجب الالتزام بها. فخلال النوم، يقوم الجسم بعمليّات تجديد وترميم الخلايا، وتعزيز وظائف الذاكرة والتركيز، وتنظيم الهرمونات، ودعم جهاز المناعة، وتخليص الدماغ من السموم. 

يحتاج البالغون إلى ما بين 7-9 ساعات من النوم في الليل للحصول على فوائد صحية، في حين يحتاج الأطفال والمراهقون إلى ساعات نوم أكثر. 

للحصول على نوم صحي، يُنصح باتباع روتين نوم منتظم، وتجنّب الكافيين والنيكوتين قبل النوم، وخلق بيئة نوم هادئة ومُظلمة، وتجنّب استخدام الأجهزة الإلكترونيّة قبل النوم. 

تغذية صحيّة

تلعب التغذية السليمة دورًا حاسمًا في بناء جسم سليم. فالجسم يحتاج إلى مجموعة مُتنوّعة من العناصر الغذائيّة الضرورية ليعمل بطريقة صحيحة.

ينبغي أن تشمل الوجبات الصحيّة الفواكه والخُضروات والحُبوب الكاملة والبروتينات الصحيّة والدهون الصحيّة، مع تقليل الدهون المُشبعة والسُكريات المضافة والملح.

من المهم تناول وجبات مُنتظمة، وتجنّب الوجبات السريعة والأطعمة المُصنّعة، والتركيز على الأطعمة الطازجة والموسميّة، وقراءة مُلصقات الطعام لاختيار الأطعمة الصحيّة.

الترطيب

الماء هو عنصر أساسي للحياة، ويُشكّل نسبة كبيرة من تركيب الجسم.

يُساعد الماء على تنظيم درجة حرارة الجسم، ونقل العناصر الغذائية والأكسجين إلى الخلايا، وتخليص الجسم من الفضلات والسموم، والحفاظ على مرونة الجلد والمفاصل، وتعزيز وظائف الدماغ.

يُوصى بشرب حوالي 8 أكواب من الماء يوميًا للبالغين، لكن يُمكن تغيير هذه الكَمّيَّة بناءً على العُمر والنشاط البدني والظُروف البيئيّة.

يُمكن أيضًا الحصول على السوائل من الفواكه والخُضروات والشاي العشبي.

النشاط البدني

يُعزّز النشاط البدني المنتظم صحة القلب والأوعية الدموية، ويُقوّي العضلات والعظام، ويُساعد على الحفاظ على وزن صحي، ويُحسّن المِزَاج ويُقلّل من التوتر، ويُعزّز النوم، ويُقلّل من مخاطر الإصابة بالأمراض المُزمنة.

يُنصح بمُمارسة التمارين الرياضية المُعتدلة لمدة 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع، أو التمارين الشديدة لمدة 75 دقيقة في الأسبوع.

يُمكن مُمارسة رياضات متنوعة، مثل: المشي، والجري، والسباحة، وركوب الدراجات، والرقص، والتدريب بالأوزان. 

تجنّب السموم

التدخين والكحول والمُخدرات لها آثار مُدمّرة على الصحة، وتزيد من مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المُزمنة، بما في ذلك السرطان وأمراض القلب والسكتة الدماغية، وأمراض الكبد والكلى، والاضطرابات النفسيّة.

من المهم الابتعاد عن هذه السموم لحماية الجسم والحفاظ على صحته.

النظافة الشخصيّة

تُعدّ النظافة الشخصيّة الجيّدة أمرًا ضروريًا للوقاية من الأمراض والعدوى. ينبغي غسل اليدين بانتظام، والاستحمام بانتظام، وتنظيف الأسنان بالفُرشاة والخيط يوميًا، وتقليم الأظافر، والحفاظ على نظافة الملابس والمفروشات. 

الفحوص الطبية

تُساعد الفحوص الطبيّة المُنتظمة على الكشف المُبكر عن الأمراض والمشاكل الصحيّة، ما يزيد من فُرص العلاج والشفاء. 

ينبغي استشارة الطبيب بانتظام لإجراء الفحوص اللازمة بناءً على العمر والتاريخ الصحي. 

الاستماع إلى الجسد

يُرسل الجسم إشارات عندما يحتاج إلى الراحة أو العناية. ينبغي الاستماع إلى هذه الإشارات وعدم تجاهلها. 

إذا كُنت تشعر بالتعب أو الألم، فمن المهم أن تأخذ قسطًا من الراحة وأن تستشير الطبيب إذا لزم الأمر. 

إدارة التوتر والقلق

التوتر والقلق المُزمنان لهما آثار سلبيّة على الصحة الجسديّة والنفسيّة.

يُمكن إدارة التوتر والقلق بمُمارسة تقنيات الاسترخاء، مثل: التأمّل، والتنفّس العميق، وقضاء الوقت في الطبيعة، والاستماع إلى الموسيقى الهادئة، ومُمارسة الهوايات المُمتعة، والتحدّث مع الأصدقاء أو المعالج النفسي.

العلاقات الاجتماعيّة

العلاقات الاجتماعية القويّة والداعمة لها تأثير إيجابي على الصحة العامة. 

يُعزّز قضاء الوقت مع الأحباء الشعور بالانتماء والسعادة، ويُقلّل من التوتر والوحدة، ويُحسّن الصحة العقليّة.

من المهم بناء علاقات صحيّة بالعائلة والأصدقاء، والمُشاركة في الأنشطة الاجتماعيّة، وتقديم الدعم والمُساعدة للآخرين.

الهوايات والأنشطة: الترويح عن النفس 

تُخفّف مُمارسة الهوايات والأنشطة المُمتعة من التوتر،  وتُعزّز الإبداع، وتُحسّن المِزَاج، وتضيف مُتعة وسعادة للحياة. 

يُمكن مُمارسة هوايات مُتنوّعة، مثل: القراءة، والرسم، والكتابة، والتصوير، والحدائق، والطهي، والموسيقى، والرقص، والمسرح. 

الوقوف والحركة

يزيد الجلوس لفترات طويلة من مخاطر الإصابة بمشاكل صحيّة، مثل: أمراض القلب، والسمنة، والسكري.

ينبغي تخصيص فترات منتظمة للوقوف والحركة خلال اليوم. 

يُمكن الوقوف خلال المكالمات الهاتفيّة، واستخدام مكتب الوقوف، وصعود الدرج بدلًا من المصعد، والمشي خلال فترات الراحة، ومُمارسة تمارين التمدّد. 

صحة الفم والأسنان

تُؤثّر صحة الفم والأسنان في الصحة العامة للجسم. ينبغي تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط يوميًا، وزيارة طبيب الأسنان بانتظام. 

الحفاظ على وزن صحي

تزيد السُمنة من مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المُزمنة. 

يتطلّب الحفاظ على وزن صحي اتّباع نظام غذائي صحي ومُمارسة التمارين الرياضية بانتظام. 

الحدّ من السكر والملح

يزيد الإفراط في تناول السكر والملح من مخاطر الإصابة بمشاكل صحيّة، مثل: السُمنة، وارتفاع ضغط الدَّم، والسكري. ينبغي الحد من تناول الأطعمة المُصنعة والمشروبات السكرية، واختيار الأطعمة الطازجة والموسميّة.

الألياف الغذائية: صديقة الجهاز الهضمي 

تُعزّز الألياف الغذائية صحة الجهاز الهضمي، وتُساعد على التحكّم في الوزن، وتُقلّل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري. 

يُمكن الحصول على الألياف من الفواكه، والخُضروات، والحبوب الكاملة، والبقوليات.

فيتامين د

يُساعد التعرّض لأشعة الشمس باعتدال على إنتاج فيتامين د، الذي يُعزّز صحة العظام والمناعة. مع ذلك، ينبغي تجنّب التعرّض المُفرط لأشعة الشمس واستخدام واقي الشمس لحماية الجلد.

التغذيّة الذهنيّة: عقل سليم في جسم سليم

تُعدّ التغذية الذهنية جانبًا مُهمًا من جوانب الصحة العامة. فالعقل السليم في الجسم السليم. 

يُمكن تعزيز الصحة العقلية عن طريق القراءة، وتعلّم مهارات جديدة، وحل الألغاز، ومُمارسة الهوايات الإبداعيّة، وتجنّب التفكير السلبي. 

الامتنان: تقدير النعم 

تُساعد مُمارسة الامتنان على تحسين المِزَاج، وتقليل التوتر، وتعزيز الشعور بالسعادة والرضا. 

يُمكن مُمارسة الامتنان بتدوين الأشياء التي نشعر بالامتنان لها، والتعبير عن الامتنان للآخرين، والتركيز على الجوانب الإيجابيّة في الحياة. 

الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية

قضاء وقت طويل أمام الشاشات له آثار سلبية على الصحة الجسدية والعقلية،  ويُؤثّر في النوم،  ويُقلّل من التفاعل الاجتماعي. 

ينبغي الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية، وتخصيص وقت للأنشطة الأخرى، مثل: قضاء الوقت مع الأحباء، ومُمارسة الهوايات، وقراءة الكتب. 

التواصل مع الطبيعة

يُقلّل قضاء الوقت في الطبيعة من التوتر، ويُحسّن المِزَاج، ويُعزّز الصحة العقليّة. 

يُمكن المشي في الحدائق، أو التنزّه في الغابات، أو الجلوس بجانب البحر. 

التطوع: خدمة المجتمع 

يسهم التطوّع في تحسين الصحة النفسيّة، ويُعزّز الشعور بالهدف والانتماء. 

يُمكن التطوّع في مُنظمات خيريّة، أو مٌساعدة كبار السن، أو تنظيف الحدائق العامة. 

خلاصة القول

إنّ تبنّي عادات صحية للمحافظة على جسم سليم هو استثمار في صحتنا ومُستقبلنا. فالعادات الصحيّة ليست مجرد إجراءات يوميّة، بل هي أسلوب حياة يدعمنا في رحلتنا نحو حياة صحيّة وسعيدة. 

لذا، دعونا نبدأ من اليوم بتطبيق هذه العادات وجعلها جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليوميّة، لنبني جسمًا سليمًا ونحيا حياة صحية ومليئة بالنشاط والحيويّة. 

El Gouzi Talks

El Gouzi (بالعربية : الڭوزي)، كاتب مغربي: * حاصل على درجة الماجستير في الديداكتيك واللغة والآداب الفرنسية. * أشارك اهتماماتي وتجاربي الشخصية مع القرّاء… * شغوف بالقراءة والتعلّم المستمر. * أسعى دائمًا لاكتساب المعرفة وتحسين مهاراتي الشخصية. * أعدّ الإنترنت وسيلةً للتواصل والتعبير عن اهتماماتي وآرائي.

اترك تعليقًا أو سؤالًا

زر الذهاب إلى الأعلى