المهارات

مهارات التواصل الفعال

مهارات التواصل الفعال (Effective Communication Skills) هي مجموعة من المهارات التي تُساعدنا على نقل رسالتنا، أي الكلام الذي نرغب في نقله إلى المُستمع بطريقة فعّالة وواضحة لا لُبس فيها يستوعبها عامة الناس.

تضمّ مهارات التواصل الفعال: الإنصات الفعال، الإقناع، التعاطف، الذكاء العاطفي، حل المشكلات، والتفكير الإيجابي، والاحترام…

في حقيقة الأمر، المهارات الناعمة ولا سيما مهارات التواصل الفعال، ضرورية لأيّ شخص يرغب في التفاعل مع الآخرين بطريقة فعّالة أو ناجعة في أيّ مكان وزمان.

فهذه المهارات تساعد على بناء علاقات جيدة بالآخرين، وتُقلّل من الصراعات والخلافات، كما تُساعد على تحسين فرص النجاح في الحياة الشخصية وفي الحياة المهنية.

أغلب الناجحين في هذا العالم، متيقِّنين أنّ مهارات التواصل الفعال خُصوصًا والمهارات الناعمة عمومًا أهم من المهارات التقنية والمهارات الأكاديمية والشواهد المحصل عليها. 

لهذا السبب، كافة الناس بحاجة إلى المهارات الناعمة من أجل مزاولة أعمالهم على نحو أفضل.

أهمية التواصل الفعال

التواصل هو جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية، لأنّنا نستعمله في حياتنا الشخصية والمهنية.

هل كنت تعلم أنّ الناس يستطيعون أن يفهموا ما تحاول أن تقوله قبل أن تقوله؟ نعم، هذا ما نسميه بالتواصل غير اللفظي.

عندما تبتسم أو تومئ برأسك أو تُصافح، فـأنت ترسل رسالة معينة وفقا لثقافة معينة … لأنّ كل علامة لها تفسير مختلف حسب الثقافة والمجتمع والدولة…

عندما نتكلم على سبيل المثال مع 4 أشخاص، فالرسالة التي نحاول نقلها قد يؤولها كل شخص بطريقته الخاصة حسب خلفيته الثقافية أو مستواه الدراسي أو غيرها من الأمور …

ممّا سبق، يتبين أنّ التواصل الفعال يساعدنا على مشاركة أفكارنا وأحاسيسنا، بالإضافة إلى ذلك، يساعدنا على بناء علاقات جيدة بالآخرين وتسير فريق مّا أو تفويض المهام …وهكذا دواليك. 

تعاونك مهارات التواصل الفعال على النجاح في الحياة المهنية والحياة الخاصة، لأنّه بفضلها نُعبّر بطريقة مفهومة لا لبس فيها ونحلّ مشاكلنا ومشاكل الأشخاص المحيطين بنا بطريقة ناجعة.

مكونات التواصل الفعال أو عناصر التواصل 

المُرسل

يُشير المُرسل إلى الشخص الذي يبعث الرسالة. لذلك، فعليه أن يتحقق أنّ الرسالة التي يرغب في أن يرسلها دقيقة بهدف تجنب سوء التأويل.

الرسالة

تشير الرسالة إلى المعلومة التي يرغب المرسل في نقلها إلى المُستقبل، يمكن للرسالة أن تأخذ عدّة أشكال: رسالة مكتوبة أو رسالة شفهية أو رسالة غير لفظية.

القناة

تُشير القناة إلى الأداة الوسيطة بين المرسل والمستقبل من أجل تبليغ الرسالة. إذا أراد المرسل التواصل بفعالية، عليه أن يختار قناة تناسب الجَمهور المستهدف بالرسالة.

المُستقبل

المُستقبل هو الشخص الذي يستقبل الرسالة التي بعثها المرسل عبر قناة التواصل، على المُستقبل أن يفكّ رموز الرسالة لكي يعرف معناها والتفاعل معها.

مهارات التواصل الفعال

كما قلنا آنفا، فالتواصل مهارة يمكن تطويرها مع الوقت وذلك بفضل المزاولة والمثابرة …

الشخص الذي يتمتع بمهارات التواصل الفعال يُشعر مخاطبه، أنّه يساهم في المحادثة ويهتم بما يقوله …

لهذا السبب، شرك المخاطب أمرًا مهمًا إذا أردت أن تقنعه بما تريد أو ترغب فيه.

الإنصات الفعال 

التواصل مهارة مهمة خصوصًا إذا كنت مستمعًا فعالًا.

المنصت الفعال هو شخص يستمع لمخاطبه ولا يحاول أن يقاطعه لأيّ ظرف من الظروف حتّى ينهي كلامه.

الاستماع بانتباه وترك المخاطب يكمل حديثه ليس أمرًا كافيّا، لأنّ المتواصل الجيد يفهم قيمة ترك المخاطب يكمل كلامه لكي يفهم مغزى الرسالة … 

يستعمل الشخص الذي يتحلى بمهارات التواصل الفعال أو التواصل غير اللفظي، مثل: هز الرأس أو الإيماءات أو غيرها من الإشارات لكي يظهر اهتمامه …

إذا فمهارة الإنصات مهمة عندما يتعلق الأمر بفهم ما يودّ المخاطب قوله أو نقله لك.

التعاطف

هناك فكرة خاطئة مفادها أنّ التواصل لكي يكون فعالا، فعليه أن يتّبع بعض البروتوكولات، لكن الأمر يمكن له أن يصبح في بعض الحالات مصطنعًا أو غير طبيعي بطريقة ملحوظة. 

في حقيقة الأمر، المتحدث الجيّد يفعل العكس من ذلك، بما أنّه يتقن مهارات التواصل الفعال، فهو يبحث عن الفرص عند إجراء المحادثات مع الآخرين ويحاول فهم متطلباتهم وخلفياتهم الثقافية وغيرها من الأمور.

في السياق ذاته، لا يحاول البتة المتكلم الجيّد إقناع الآخرين بآرائه بالقوة، لكنّه يحاول فهم مشاعر الناس وعواطفهم ما يجعله على الدوام يربح المفاوضات ويبني علاقات جيّدة بالآخرين.

لذا، إذا أردت أن تكون متحدثًا جيّدا، فعليك أن تعلم أنّ التعاطف مع الناس أمر مهم إذا أردت أن تأسر قلوب الناس وألسنتهم وأن تحقق ما تصبو إليه …

ملاحظة: التعاطف مع الناس لا يعني تبني أفكارهم لكن فهمها ومحاولة تقديم يد المساعدة لهم قدر المستطاع.

الاحترام

يُعدّ احترام الآخرين أو الاحترام المتبادل من أركان التواصل الفعال (Effective Communication)، لذلك فهو مطلوب سواءً في الحياة الشخصية أو في الحياة المهنية.

عندما تحترم آراء الآخر ومعتقداته يحسّ بالثقة بالنفس ما يجعله يُعبّر بأريحية ويقول ما في جعبته دون الخوف من الانتقاد اللاذع أو الهدام.

انفتاح الذهن

يُعّد الافتراض من الأسباب الرئيسة التي تُولّد المشاكل والنزاعات، على سبيل المثال، يُمكن أن يُنظر إلى الشخص الذي لا يتكلم كثيرًا على أنّه شخص خجول من غير دليل …

في حقيقة الأمر، هذا أمر خاطئ لأنّ الأذكياء أحيانا لا يتكلمون كثيرًا أو لا يتكلمون أبدًا إذا كان موضوع الحديث لا يهمهم أو لا أهمية له.

إذا أردت أن تكون متكلّما جيّدا، فعليك أن تنفتح على أفكار الآخرين وألّا تفترض الوقت كله، بل عليك التركيز على فحوى الرسالة.

في الواقع، المتحدث الجيد لن يفترض بسرعة، بل سيحاول فهم مخاطبه، لأنّه يعرف أنّ الافتراض المتسرع المبني على الرأي الشخصي يكون في غالب الأحيان خاطئًا ما يُسبّب لنا النزاعات وسوء الفهم.

التفكير الإيجابي 

يُعدّ الحماس من العواطف التي يصعب علينا الحفاظ عليه، لماذا؟ لأنّه أداة ناجعة في لفت أنظار الأشخاص الذين نخاطبهم …

ربما سبق لك أن لاحظت أنّ المتكلمين الجيدين لا يحبون السلبيّة وينتقدون دائمًا الأشخاص السلبين ويحاولون دائمًا تحفيز الناس وحثهم على الصبر حتّى في اللحظات السيئة.

لهذا السبب، عليك أن تنتبه لطريقة كلامك وتجنب التفكير السلبي الذي لا يُسمن ولا يُغني من جوع، لكنّه يُسبّب القلق والتوتر والأمراض النفسية.

إذا أردت أن تكون متكلّما جيّدا، فعليك أن تكون إيجابيّا بشكل كبير وذلك بالنظر إلى الأشياء من منظور إيجابي لأنّ بعد كل عسر يسر.

رؤوس الأقلام:

كما رأيت، فالتواصل الفعال ليس شيئا صعبا كما يعتقد أغلبية الناس ولا تحتاج أن تكون شخصًا مثقفًا أو لديك شهادات عليا لإتقانه، خاصتًا في عصرنا هذا الذي أصبح فيه نقل الأفكار للآخرين أمرا سهلا بفضل وسائل التواصل الاجتماعي…

كل ما أنت بحاجة إليه هو: الإنصات الفعال والانفتاح على أفكار الآخرين وتفكير إيجابي وقليلًا من التعاطف …

أنواع التواصل الفعال

هناك 4 أشكال أو أنواع للتواصل الفعال، بما في ذلك: 

التواصل اللفظي 

يُعدّ التواصل اللفظي من أنواع التواصل الأكثر استعمالًا في الحياة اليومية.

إذن ما هو التواصل اللفظي؟

التواصل اللفظي هو استخدام الكلام واللغة المنطوقة كوسيلة للتواصل بين الأفراد. ويتضمن ذلك استخدام الصوت والكلمات والجمل والعبارات للتعبير عن الأفكار والمشاعر والتواصل مع الآخرين.

يمكن أن يتضمن التواصل اللفظي أيضًا اللغة الجسدية والتعابير الوجهية والإيماءات والنبرة والإيقاع …

التواصل اللفظي هو أسهل طريقة لنقل الأفكار والمشاعر للآخرين …

من غير نبرة الصوت ولغة الجسد والمزاج سوف تصبح رسالتك التي بصدد نقلها غير مفهومة أو غامضة.

مع ذلك، فالتواصل اللفظي هو أعم شكل من أشكال التواصل، لأنّه هناك بعض الأشخاص مطنبين أو مسهبين بدرجات كبيرة كأنّك تتكلم مع رجل آلي يعمل بالذكاء الاصطناعي. أمّا آخرون فهم أشخاص فظون للغاية لأنّهم يتكلمون بصراحة فوق القياس وآخرون يسوقون كلامًا ثم يردفونه بآخر بعيد عنه لمجرد الإفاضة. لذلك، لا نفهم ما يرغبون في قوله أو نقله لنا.

إذا أردت أن تكون شخصًا أكثر إقناعًا، فعليك أن تأقلم أسلوب كلامك ممّا سوف يساعدك في أن تصبح شخصًا متقنًا لمهارات التواصل الفعال.

التواصل غير اللفظي 

عندما نتكلم عن التواصل اللفظي، فنحن بذلك نشير إلى كافة إشارات وحركات الجسد، بما في ذلك تعابير الوجه التي نستعملها بالتوازي مع التواصل اللفظي.

على سبيل المثال لا الحصر، عندما نحكي شيئا لشخص مّا ونبتسم، هذه علامة على أنّ ما نسرده شيء يستحق الإنصات أو أنه شيء غاية في الأهمية…

بطبيعة الحال، فالتواصل غير اللفظي مهم لأنّنا نستطيع أن نلتقطه ونلاحظه ونفهمه أو نؤوله ممّا يساعدنا في تكييف تصرفاتنا حسب الوضع الذي نحن فيه. مثلا، عندما تحاور شخصا براعين مكتوفين فهذا يعني أنه غير مركز على ما تقول أو أنه يحتاج إلى مزيدا من الإقناع.

أمّا إذا كان المخاطب يقرع برجليه الأرض، فهذا يعني أنّه متسرع ويريد إنهاء المحادثة والرحيل أو العكس يريد المخاطب أن يخبرك أنّه قد يرضى بأي شيء ستنصحه به حتّى الآن.

التواصل المكتوب

التواصل المكتوب هو تواصل غير لفظي، لكنّه يتميز ببعض المميزات التي تخصه.

يحتوي التواصل المكتوب على الكتابة وإدخال الحروف والنص المطبوع والرموز… سواءً كان الشيء المكتوب على ورقة أو جهاز حاسوب أو ما شابهه…

من بين كافة أشكال أو أنواع التواصل، يُعدّ التواصل المكتوب أمرًا ملموسًا ومحسوسًا من خلال الكتب ومواقع الإنترنت والمدونات ورسائل البريد والرسائل المكتوبة على الورق ووسائل الإعلام المطبوعة …

إذن، فبفضل التواصل المكتوب يمكن تقييد العلم وفهم الحضارات القديمة ولولا الكتابة لما وصل العلم لما وصل إليه اليوم.

بفضل الكتابة، الكثير من الكتب ما زلنا نقرأها حتى يومنا هذا في حين أنّ أصحابها ماتوا قبل آلاف السنين … إذا مات الإنسان لا شيء سيخلد ما كان يفعل ما عدا الكتب المكتوبة…

ممّا سبق، فالكتابة هي من تجمع الإرث البشري للأجيال القادمة وبدونها لا استمرار لتطور العلوم لهذا السبب عليك تطوير مهارات الكتابة الخاصة بك إذا أردت أن تترك بصمتك للأجيال القادمة.

التواصل المرئي 

عندما نتكلم عن التواصل الذي يسير في منحى الفن، فسوف نشير بالتأكيد إلى التواصل المرئي، هناك مقولة متداولة تقول إن “الصورة تُعادل ألف كلمة “، هذا يظهر أهمية التواصل المرئي.

نستعمل التواصل المرئي بكثرة في العروض التقديمية لكي نمرر رسائل محددة. على سبيل المثال: إذا أردت أن أشرح لشخص مّا أنّ أسهم شركة مايكروسوفت زادت بنسبة 2 في المائة، فأفضل دليل يمكن تقديمه له هو استخدام: مخطط بياني، لأنّ المخطط سوف يوفر عليّ الكلام والمخاطب سيرى بأم عينيه ما أود أن أقوله دون أن أقول كلمة واحدة.

يلعب التواصل المرئي دورًا كبيرًا خصوصًا في مجال الإعلانات اليوم وقد نراه بكثرة في إنستغرام على وجه الخصوص ووسائل التواصل الاجتماعي على وجه العموم.

فوائد مهارات التواصل الفعال (في العمل)

يأخذ التواصل حيزا كبيرًا في حياتنا اليومية، لذلك فتنمية مهارات التواصل الفعال الخاصة بك، قد يجلب لك الكثير من الفوائد سواءً في حياتك الشخصية أو في حياتك المهنية، بما في ذلك: بناء الثقة، حل المشكلات، التوضيح والإرشاد، بناء علاقات جيّدة، زيادة الإنتاجية، خلق انطباع خاص…

بناء الثقة

إذا أردت أن تبني الثقة بينك وبين المخاطب، فعليك أن تتعلم كيف تنقل أفكارك ومشاعرك للآخر على نحو أفضل.

ومن أجل فعل ذلك، فعليك أن تنصت لمخاطبك وعدم مقاطعته لأيّ ظرف من الظروف حتّى ينهي كلامه، هذا الأمر سوف يخلق انطباعًا خاصا لدى المتلقي ما سوف يقنعه بطريقة غير مباشرة أنّ القرارات التي سوف تتخذها هي في مصلحة الأطراف جميعهم.

عندما تتمتع بالإنصات الفعال، تجعل الناس من حولك مرتاحو البال ما يمنحهم الثقة بالنفس ويدفعهم إلى التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بلا خوف أو خجل.

كل ما قلناه، قد يُعزّز الثقة بينك وبين الناس وتصبح شخصًا موثوقًا فيمَا تقول وفيما تفعل …

حل المشكلات

هل كنت تعلم أنّ أغلب المشاكل ناتجة عن سوء التواصل، لذلك الناس يتخاصمون ويقطعون صلة الأرحام لأنّهم يتدخلون في شؤون الغير أو أنّهم لا يعبّرون عن أفكارهم وأحاسيسهم على نحو أفضل.

إذا أردت أن تتجنب هذه المعضلة، فعليك بتعلم مهارات التواصل الفعال وخصوصا حل المشكلات وتنميتها في أسرع ما يمكن من أجل نقل آرائك وأفكارك جيّدا من غير السقوط في سوء التأويل أو الغموض في التعبير …

بعض الناس يعبرون بصورة منمقة وغامضة، لهذا السبب لا يفهم الناس ما يقولونه مثل السياسيين والسفساطين وغيرهم من الناس…

التوضيح والإرشاد

كما هو معروف، فالشخص الذي يتمتع بمهارات التواصل الفعال يستطيع أن يُعبّر عن رأيه ويشرح للناس ما يريد قوله بلا لفّ ولا دوران.

على سبيل المثال، الشخص الذي يُتقن التواصل، يمكنه أن يشرح نقائصك وأن يمنحك نصائح من أجل تطويرها دون أن يجرحك أو يهينك.

الجميع يستطيع أن يغضب أو يهين الآخرين، لكن قلّة من الناس تستطيع أن ترشد الناس إلى أخطائهم وتحاول الأخذ بيدهم، لذلك فمهارات التواصل الفعال مهمة للغاية إذا أردت أن تكون شخصًا نشيطًا في المجتمع الذي تعيش فيه وبدلًا من الانتقاد الفارغ والغبي، يمكنك اقتراح حلول لمساعدة الناس.

بالطبع، فالتمكن من مهارات التواصل الفعال يساعدك على حل النزاعات ولتفادي سوء الفهم، على سبيل المثال، إذا رأيت شخصين متشاحنين، يُمكنك التدخّل لفك النزاع بالإنصات لكل شخص وإيجاد حل وَسَط يرضي كافة الأطراف.

ممّا سبق، فمهارة التواصل بمقدورها جعلك شخصًا بليغًا، أي شخص يُعبّر عن آرائه وأفكاره وما يودّ قوله بطريقة مفهومة وواضحة لكافة الناس بغض النظر عن مستواهم الدراسي وخلفياتهم الثقافية…

بناء علاقات جيّدة 

عندما نتكلم عن فوائد التواصل، فأول ما ينذر ببالنا هو بناء علاقات جيّدة والمحافظة عليها … 

عندما تتقن مهارات التواصل الفعال، فسوف تتكلم وتُعبّر عن آرائك بسلاسة، ما سوف يخلق انطباعًا خاصا لدى الناس الذي تخاطبهم وسوف يقتنعون أنّك لا تخفي شيئا عنهم …لأنّ الوضوح والشفافية مِيزة تتجلى فقط عندما تستعمل الكلمات الدقيقة في خطابك من غير استفاضة.

إضافةً إلى ذلك، فمهارة التواصل تعلمك أن تنصت للآخرين دون مقاطعتهم، هذا الأمر يجعل الناس تأخذ عليك انطباعًا جيّدا وبأنّك تحترم الآراء المختلفة. وبفضل ذلك، سوف تبني علاقات جيدة بالآخرين؛ أي علاقات مبنية على الثقة المتبادلة.

زيادة الإنتاجية

عندما تتمتع بتواصل سليم، فسوف تجعل الناس المحطين بك يثقون بك وإذا كنت تعمل في شركة مّا أو منظمة فتستطيع أن تُقسّم المهام بين الفريق ما سوف يجعل الفريق أكثر إنتاجية.
بفضل التواصل الجيّد، يُمكن توزيع المهام بسلاسة وتجنب النزاعات وتدبير القلق والتوتر داخل فريق العمل.

ممّا سبق، يُمكن استنتاج أنّ التواصل غاية في الأهمية ويستطيع أن يساعد الأفراد على زيادة الإنتاجية.

خلق انطباع خاص

يمكن أن يكون تقديم نفسك للآخرين أمرًا مقلقًا للغاية خصوصًا عندما لا تقوم بتحضير قبلي … إذا قدّمت نفسك للناس بقلق فقد تخلق لديهم انطباع بأنّك شخص غير واثق بنفسه.

ممّا سبق يمكن أن نستخلص أنّ إجادة مهارات التواصل الفعال أمر مهم في العلاقات الاجتماعية، لذا، وجب تطويرها بأسرع ما يمكن إذا أردت أن تبني علاقات طيبة بالآخرين أو حل المشكلات التي تواجهك.

الشخص الذي يتحلى بمهارات التواصل الفعّال يستطيع أن يتحكّم في مشاعره وعواطفه عندما يرغب في نقل أفكاره للآخرين بطريقة مقنعة.

على وجه العموم، تُعاون مهارات التواصل الجيدة على نقل رسائلك بطريقة جذّابة وسهلة الفهم لعامة الناس…

معوقات التواصل الفعال

عندما نريد أن ننقل رسالة مّا فقد نواجه عدّة عوائق أو عراقيل أو معوقات، سواءً معوقات لغوية، أو نفسية، أو عاطفية، أو سلوكية … ما قد يؤدي إلى سوء الفهم أو تأويل خاطئ لرسالتنا من طرف المخاطب.

إذا أردت أن تُحسّن مهارات التواصل الفعال الخاصة بك، فعليك معرفة هذه المعوقات وكيف تنشأ لكي تصبح متحدثًا جيدا يأسر قلوب الناس ويُحقّق أهدافه من غير عناء.

معوقات مادية

تُعدّ المعوقات الماديّة من العوائق السهلة الإصلاح عندما يتعلق الأمر باكتشافها، على سبيل المثال، تريد أن تتكلم مع شخص لكنّه يبعد عنك بأمتار أو تريد أن تقول شيئا لكنك موجود في غرفة مليئة بالناس ويصدرون ضجيجًا …. لكن لحسن الحظ، مع تقدم العلم، تم اكتشاف أنواع من الحيطان تمتص الضجيج … لكن تتطلب ميزانية.

إضافة إلى ذلك، فهناك عائق مادي آخر، مثل: انقطاع الإنترنيت عند التواصل عن بعد أو على وسائل التواصل الاجتماعي ما قد يمنع وصول الرسالة كما هي.

أو استخدام ميكروفون مكسور في إحدى اللقاءات ممّا يجعله يصدر صوتا مزعجًا…

مع ذلك، فالعوائق المادية يمكن التعامل معها وإصلاحها، على سبيل المثال، إذا كان مخاطبك بعيدًا، اقترب منه، إذا كنت في غرفة تمتص الأصوات فارفع صوتك قليلًا وهكذا دواليك…

معوقات لغوية

المعوقات اللغوية من العوائق الأكثر انتشارًا عندما يتعلق الأمر بالتواصل مع الآخرين ولا سيما مع أشخاص من بلدان مختلفة يتكلمون لغة لا تفهمها أو يتكلمون لغة عالمية مثل: الإنجليزية بطريقة غير صحيحة أو مليئة بالأخطاء.

هل كنت تعلم أنّ اللغة الإنجليزية تختلف من دولة إلى دولة، فالإنجليزية في الولايات المتحدة الأمريكية تختلف عن إنجليزية كندا وأستراليَا …

وأحيانا تختلف طريقة نطق بعض الكلمات أو توجد كلمات لا توجد لدى الدول الأخرى الناطقة بالإنجليزية … وأحيانا أخرى فقد تجد في البلد نفسه عدّة لهجات ما يزيد الطين بلّة.

أمّا المثقفون فلديهم لغة خاصة بهم ويلجؤون في غالب الأحيان إلى مستوى مُتقدّم ويُقلّدون أسلوب المؤلفين والكتّاب …

معوقات نفسية

عندما نتكلم عن معوقات التواصل الفعّال، فلا بد لنا أن نشير إلى العوائق النفسية وخصوصًا الخوف أو التوتر عند الكلام أمام الناس، هذا الأمر يمكن أن يعوق عملية التواصل أو يجعل المتلقي في ارتياب من أمره.

هناك معوقات أخرى للتواصل بما في ذلك: الإحباط والارتياب والتشويش والرهاب والقلق والفزع والذعر … هذه الأخيرة قد تعرقل  قدرتنا على التواصل بجلاء.

كما رأيت، فالمشاكل النفسية يمكنها إعاقة عملية التواصل، لذلك، ينبغي لك أن تتخلص من الأمور التي ذكرناها سالفًا مثل: القلق… والاهتمام بصحتك النفسية.

معوقات عاطفية

خلافًا للعوائق النفسية التي تستغرق وقتا للتخلص منها، فالمعوقات العاطفية قصيرة المدى ولا تأخذ حيزا كبيرًا من الوقت أي بتعبير آخر هي عوائق مؤقتّة… مثل الغضب والفرح والحزن …

الشخص الذي يتمتع بذكاء عاطفي، يستطيع أن يتواصل مع الآخرين بطريقة ناجعة، لأنّه يفهم عواطفه جيّدا ويفهم عواطف الآخرين.

على سبيل المثال لا الحصر، فالشخص الغاضب أو الحزين سوف يؤول رسالتك بطريقة سلبيّة، أمّا الشخص السعيد فسيتسلم رسالتك على نحو أفضل ويحاول تأويلها بطريقة تليق بها.

معوقات ثقافية

تُعدّ المعوقات الثقافية من المعوقات الحديثة بسبب الهجرة التي تزايدت في السنوات الأخيرة في كافة بلدان العالم، وكما هو معلوم، فكل ثقافة تختلف عن ثقافة أخرى وأحيانا تخالف ثقافة أخرى …

هناك عوامل أخرى يمكن أن تؤثر في عملية التوصل، مثل: اختلاف الديانات والاعتقادات، لأنّ كل معتقد يظن نفسه أنّه على حق ما قد يؤدي إلى نزاعات إذا أردت أن تحاور الطرف الآخر أو تُعبّر عن رأيك بخصوص معتقده أو دينه.

في المرة التالية، عليك أن تأخذ بعين الاعتبار الاختلاف الثقافي وألّا تقلق إذا ما تّم تأويل رسالتك بطريقة خاطئة …لكن حاول دائمًا أن تكون محايدًا قدر الإمكان أو أن تُعبّر بطريقة واضحة لا لبس فيها.

معوقات سلوكية 

يمكن أن يؤثر سلوك الشخص في عملية تواصله مع الآخرين، على سبيل المثال لا الحصر، فالشخص الانطوائي أو الخجول لا يحب التواصل اللفظي أو التواصل الجسدي ويفضّل العزلة، مع ذلك، فبعض الانطوائيين بارعون في التواصل عن بعد أو الحديث على وسائل التواصل الاجتماعي.

في أحيان أخرى، قد لا تجد الشخص يعاني أي مشكل نفسي أو سلوكي ومع ذلك لا يُحبّ المشاركة في الحوارات أو النقاشات إمّا لأنّها غبية وعقيمة بالنسبة إليه أو لأنّه متكبر وسلطوي ولا يؤمن بالرأي الآخر … ما يهمه هو رأيه ونظرته لهذا العالم …

هناك أشخاص آخرون لا يشاركون في الحوارات من أجل تجنب المشاكل والنزاعات وإذا حاورتهم ينصتون إليك من غير مشاطرة رأيهم الشخصي معك.

معوقات تراتبية 

تُعدّ التراتبية من المعوقات التي تمنع أغلب الناس في هذا العالم من التعبير عن آرائهم والتواصل بكل حرية … 

على سبيل المثال لا الحصر، لن تقدر السكرتيرة أن تُعبّر عن رأيها أو تُؤطّر مديرها، لأنّه أعلى منها رتبة ويمكنه أن يطردها في أي وقت دون إنذار مسبق ما يمنع السكرتيرة من الكلام والتعبير عن رأيها …وقس على ذلك الكثير من السيناريوهات …

لحسن الحظ، هناك بعض الشركات حول العالم حطمت هذه التراتبية وأصبح سهلا لأيّ شخص أن يعبّر عن رأيه بكل سهولة دون خوف من مديره أو أي عضو في الشركة وذلك في احترام تام …

تذكير: مع أنّ هذا المعوقات شائعة لكن هذا لا يعني أنّك سوف تواجهها دفعة واحدة وفي يوم واحد، على سبيل المثال لن تواجه العائق اللغوي إذا لم تسافر إلى بلد آخر ولن تواجه أيضًا العائق الثقافي إذا لم تحاور أُناس من ثقافات مختلفة عنك …

لكن المعوقات التي يمكن أن تواجهها كل يوم هي المعوقات النفسية، لأنّك كل يوم تلتقي أشخاص غريبي الأطوار ما سوف يصعب عليك نقل رسالتك إليهم كما ينبغي.

إذا أردت أن تكون متحدثًا جيدا، فعليك أن تعرف كافة المعوقات التي بمقدورها منعك من التواصل بفعالية وإيجاد طرق للتخلص منها أو التعامل معها على نحو أفضل.

تطوير مهارات التواصل الفعال

الناس جميعهم يرغبون في تطوير مهارات التواصل الفعال الخاصة بهم، لأنّها مُهمة في بناء علاقات جيّدة والتعبير عن آرائهم بكل وضوح…في الحقيقة، عملية التواصل ضرورية عندما يتعلق الأمر بالنجاح سواء في الحياة الشخصية أو المهنية.

فيمَا يلي سوف نقدم لك بعض النصائح من أجل تنمية مهارات التواصل الخاصة بك:

  • التكلم بطريقة واضحة واستعمال كلمات دقيقة، ولفعل ذلك، عليك أن تغني رصيدك المعرفي بقراءة المقالات والكتب.
  • كن منصتًا جيّدا، ولا تقاطع المتكلم حتّى يُكمل كلامه، عدم مقاطعة المتكلم تجعله يحترمك.
  • تمهّل في الإجابة على الأسئلة المطروحة ولا تتسرع في الجواب، لأنّ التسرع أحيانًا يدفعك لقول أشياء لم تكن ترغب في قولها.
  • عند التكلم، عليك أن تتأكد إذا ما كان المُستقبل يسمعك ويفهم ما تقول … عندما لا يفهم المتلقي ما تقول يدفعه لتأويل فحوى الرسالة وفقا لفهمه.
  • الاهتمام بلغة الجسد، عند التكلّم عليك استعمال الإشارات غير اللفظية مثل: الإيماءات والتواصل البصري وتعابير الوجه من أجل شد انتباه المستمع أو المتلقي.
  • احترم تُحترم: عليك أن تحترم المتلقي أو مستقبل الرسالة وذلك أخذا بعين الاعتبار: الاختلاف الثقافي والدولة واللغة والدين وغيرها من الأمور التي تختلف من دولة إلى أخرى.

مهارات التواصل في العمل

إذا كنت تتقن مهارات التواصل الفعال، فستكون قادرا على التعبير عن آرائك وأفكارك بكل وضوح ما سوف يساعدك على النجاح المهني.

الموظّف الذي يتقن مهارات التواصل الفعال، يستطيع أن يتخذ قرارات سليمة والعمل مع الفريق بفعالية، لذلك، صارت مهارات التواصل الفعال مطلوبة في بيئة العمل أكثر من أيّ وقت خصوصا مع الذكاء الاصطناعي الذي أصبح ينافس البشر في شتى المجالات.

في حقيقة الأمر، أغلب الصفقات بين الشركات تفشل بسبب ضعف التواصل مع أعضاء الشركة الأخرى أو لعدم التمكّن من أساليب الإقناع ومهارات التفكير الناقد ومهارات التفكير التحليلي …

الوظائف التي تتطلب مهارات التواصل

ممّا لا شك فيه أنّ جميع الوظائف اليوم تتطلب من الموظف أن يتقن على الأقل أبجديات التواصل الفعال من أجل مزاولة عمله على نحو أفضل، ومن بين الوظائف التي تستلزم التواصل الفعال بشدة، نذكر:

  1. قطاع التعليم: يحتاج الأستاذ مهارات التواصل الفعال من أجل نقل المعرفة إلى التلميذ بطريقة ناجعة.
  2. المجال الاقتصادي أو المالي: يحتاج المقتصدون مهارات التواصل الفعال وخُصوصا المهارات الكتابية من أجل صياغة المستندات أو التقارير.
  3. التسويق: يحتاج المسوق لمهارات التواصل الفعال من أجل التواصل والتفاوض مع أصحاب الأعمال والجمهور المستهدف في الحملات التسويقية.
  4. مجال الإعلانات: يحتاج المعلن التواصل المرئي من أجل إقناع المتلقي بالاشتراك في خدمة مّا أو شراء سلعة معينة.

تقنيات التواصل الفعال في الحياة الاجتماعية والمهنية

إذا كنت من الأشخاص الذين لا يتواصلون بطريقة جيّدة أو يُساء فهم كلامهم أو يجدون صعوبات في التعبير عن مشاعرهم الخاصة، فأنت في المكان المناسب إِن أردت أن تُحسّن مهارات التواصل الفعال الخاصة بك.

التقنيات جميعهن التي سوف نقدّمها لك في هذه المقالة، مبنية على آخر البحوث في المجال والتجارِب الشخصية.

لا تقلق لأنّ التقنيات والطُرق الذي سوف نقدّمها لك من أجل تحسين مهارات التواصل الفعال الخاصة بك سهلة التطبيق في حياتك اليومية.

قبل كل شيء، عليك أن تعرف أنّ مهارات التواصل الفعال، مثل كافة المهارات يُمكن تنميتها بالممارسة والتمرين والمثابرة. لأنّ لا أحد يصبح شخصًا متقنًا لأيّ مهارة من المهارات بين ليلة وضحاها …

هل تعلم أنّ حتّى الأشخاص الكاريزمين استغرقوا ساعات وأسابيع وأشهر في تطوير المهارات الخاصة بهم لا سيما مهارات الإقناع والمهارات التواصلية …؟

لا يعني التواصل التكلّم، لكنّه يعني الطريقة التي تعبّر بها أو تنقل كلامك للآخرين بطريقة فعّالة ومفهومة لا لُبس فيها.

عند اكتشاف مبادئ التواصل، سوف تتعرّف إلى الأخطاء التي كنت ترتكبها في نقل أفكارك ومشاعرك للآخرين وبهذا سوف تحاول تجنّبها في محادثاتك المستقبلية.

في الواقع، فالتواصل الفعال ليس أمرًا سهلًا كما يعتقد عامة الناس، فعندما يرغب الناس في نقل رسائلهم عليهم تعلّم أسس تفسير الرسائل الشفهية والرسائل غير الشفوية التي يرسلها الناس إليهم.

مهارة التواصل لا تكفي وحدها، فأنت بحاجة ملحّة لمهارات الإصغاء، لأنّه عليك فهم الرسالة التي يحاول الشخص الذي يخاطبك نقلها لك وذلك بعدم مقاطعته حتّى يكمل كلامه. 

إضافة إلى ذلك، من المهم أن تفهم كيف تكيّف أساليب التواصل الخاصة بك في حضرة الناس الذي تلتقيهم كل يوم، لأنّ الأشخاص الذي تلتقيهم كل يوم هم أشخاص من خلفيات مختلفة ولديهم شخصيات مختلفة.

لذلك، عليك أن تتمتع بمهارات التواصل الفعال من أجل التواصل مع كافة الناس بغض النظر عن أنماط شخصيتهم ومعتقداتهم ومستواهم الدراسي.

بما أنّ التواصل أمر غاية في الأهمية، فعليك أن تتعلّم كيف تنقل أفكارك وأحاسيسك بطريقة فعّالة، لكن الأمر ليس سهلًا فهناك تحديات وعوائق عليك تجاوزها لإنجاح العملية.

على الرغْم من ذلك، لا تقلق لأنّنا في هذه المقالة، سوف نقدّم لك كافة التقنيات والطُرق لتنمية مهارات التواصل الخاصة بك.

الأخطاء الشائعة عند التواصل

التواصل هو مهارة مثل كافة المهارات تحتاج التعلّم والممارسة إضافة إلى تطبيق ما تعلمته، هنا تكمن المشكلة، خلال عملية التطبيق قد نرتكب عدّة أخطاء دون وعي منّا: مثل مقاطعة المتكلم أو عدم الإنصات إليه بانتباه. لذلك إذا أردت أن تصير متحدثًا جيدا، عليك تجنب الأخطاء التي سوف نسردها لك فيمَا يلي:

عدم الإنصات للمتكلم

من الأخطاء التي يرتكبها أغلبية الناس عندما يتعلق الأمر بالتواصل هو عدم الإنصات للآخر وعدم الاكتراث لما يقوله …

بعض الناس عندما تحاول أن تخاطبهم لا يركزون على كلامك بسبب الهاتف الذي أدمن عليه الصغار والكبار وإمّا مشاهدة التلفاز … أو غيرها من الأمور.

لتجنب هذه المعضلة، فعليك أن تُركّز على كلام المتكلم وأن تنصت إليه لكي تشعره بأنّه شخص ذو أهمية.

مقاطعة المتكلم

الكثير من الناس يقاطعون الآخرين وعدم السماح لهم بإتمام كلامهم أو الرسالة التي يرغبون في نقلها لنا، هذا الأمر له عدّة تأويلات إمّا أنّ المستمعين ضعفاء الشخصية وإمّا أنهم غير واثقين بأنفسهم …

في المرة التالية، إذا كنت من مثل هؤلاء الأشخاص، فعليك أن تتجنب هذه العادة السيئة وأن تدع الناس تكمل كلمها وعندما يأتي دورك عبّر عن نفسك وقل ما تريد قوله أنت كذلك.

افتراض الرسالة

أغلب الناس يفترضون رسالتك قبل أن تكمل وهذا أمر شائع لدى عامة الناس وحتّى المثقفين منهم، إذا أردت أن تفهم ما يقصده الآخر، فعليك أن تستمع إليه بانتباه وأن تُركّز على ما يقوله. لأنّ ظنوننا تكون في أغلب الأحيان خاطئة.

تدع عواطفك تتحكم فيك

الخطأ الذي يرتكبه عامة الناس عندما يرغبون في التواصل هو ترك عواطفهم تتحكم فيهم، ولا يفهمون فحوى الرسالة بسبب الغضب أو القلق … عندما يكون الشخص قلقا، فقد يقول أشياء لم يكن يقصدها ما يُسبّب له سوء الفهم وسوء التأويل.

سوء التأويل

قد يُساء تأويل رسالتك بسبب المعوقات النفسية أو اللغوية أو السلوكية … أو غيرها من الأمور لتجنب هذا الأمر عليك أن تتجنب الغموض وأن تُعبّر عن أفكارك وآرائك بطريقة واضحة لا لبس فيها يفهمها عامة الناس.

الغموض أو عدم الوضوح

 أحيانا الغموض أمر جيد إذا أردت أن تخفي آراء أو مشاعرك، لكن إذا أردت أن تكون متحدثًا جيدا، فعليك أن تتجنب الغموض وأن تتكلم بطريقة واضحة خصوصا إذا أردت أن تبعد سوء التأويل عن كلامك.

عدم الأخذ بعين الاعتبار الاختلاف الثقافي

إذا أردت أن تكون متكلما جيدا، ينبغي لك أن تأخذ بعين الاعتبار الاختلاف الثقافي والمستوى التعليمي للأشخاص الذين تخاطبهم، لأنّ العائق الثقافي يمكنه أن يعوق عملية التواصل أو نقل رسالتك للآخرين على نحو أفضل.

التهجم على كلام المتكلم

في الغالب، عندما لا يحبون الناس ما تقوله أول شيء يخطر ببالهم هو التهجم عليك بدلا من مناقشة أفكارك أو دحضها … هذا أمر شائع بين السياسيين في الحوارات التلفزيونية؛ كل واحد يهاجم الآخر بدلا من مهاجمة أفكاره …

الإسهاب 

أغلب الناس يجدون صعوبة في التعبير عن آرائهم ممّا يقودهم إلى الإسهاب أي التوسع والتطويل في الكلام وأحيانا الخروج عن موضوع الحديث … إذا أردت أن تتجنب الإسهاب عليك أن تُطوّر مهاراتك اللغوية ولماذا لا؟ قراءة كتب تخص البلاغة أو كتب تتكلم عن أساليب التعبير…(تعرّف إلى فوائد القراءة)

من أجل تجنب سوء التواصل، عليك أن:

  • تعبّر بوضوح وإيجاز.
  • لا تفترض ما يقوله المخاطب.
  • تأقلم أسلوب تواصلك.
  • تأخذ بعين الاعتبار ثقافة المخاطب.

تنمية مهارات التواصل الفعالة في مجال الأعمال

قبل كل شيء، ما هو التواصل الفعال؟

التواصل الفعال (Effective communication) هو إرسال واستقبال الرسالة بطريقة واضحة ومفهومة، لضمان فهمها بشكل صحيح من قبل المتلقين جميعهم. يتطلب التواصل الفعال استخدام القناة الأنسب والأكثر ملاءمة لنوع الرسالة المرسلة، والتأكد من أنّ الرسالة تحتوي على معلومات كافية ومفصّلة لتحقيق الفهم الصحيح للمعنى المراد إيصاله.

عندما يرغب الشخص في التواصل مع طرف آخر، فقد يواجه عدّة عراقيل. لذلك، على الشخص أن يعرف هذه العوائق أو العراقيل لكي يتجنبها في حواراته المستقبلية.

لكي تتجنب العراقيل في محادثاتك المستقبلية، عليك:

  • التعرف إلى نِقَاط ضعفك: على سبيل المثال، إذا كنت ضعيفًا في اللغة عليك بالمطالعة لإغناء رصيدك المعجمي والمعرفي.
  • اختيار الكلمات الدقيقة: عند التكلم عليك اختيار الكلمات الاعتيادية والمتداولة وتجنب الكلمات النادرة إذا أردت أن يفهم كافة الناس ما تود قوله.
  • طلب رأي الآخرين بخصوصك: إذا أردت أن تُحسّن مهارات التواصل الفعال الخاصة بك، عليك أن تسأل الناس عن نِقَاط ضعفك ونقاط قوتك عند الكلام، لا سيما من أشخاص متخصصين في مجالاتهم.
  • التكلم بصراحة: التكلم بصراحة يجعل الناس تثق بك وتبني علاقات جيدة.

خلاصة القول 

كما قرأتم سالفًا، فإنّ مهارات التواصل الفعال مهارة لا غنى عنها في يومنا هذا من أجل النجاح سواءً في الحياة المهنية أو الشخصية أو من أجل تجنب النزاعات المحتملة.

بعض الناس ربما عن جهل يظنون أنّ المهارات الصلبة أو التقنية هي ما يلزمنا من أجل مزاولة عملنا على نحو أفضل، لكن الواقع يظهر خلاف ذلك، في حقيقة الأمر، النجاح المهني اليوم يتطلب المهارات الناعمة والمهارات الصلبة على حد سواء. لذلك، اجتهد في تطوير المهارات الناعمة اليوم قبل الغد وخصوصا مهارات التواصل الفعال.

El Gouzi Talks

El Gouzi (بالعربية : الڭوزي)، كاتب مغربي: * حاصل على درجة الماجستير في الديداكتيك واللغة والآداب الفرنسية. * أشارك اهتماماتي وتجاربي الشخصية مع القرّاء… * شغوف بالقراءة والتعلّم المستمر. * أسعى دائمًا لاكتساب المعرفة وتحسين مهاراتي الشخصية. * أعدّ الإنترنت وسيلةً للتواصل والتعبير عن اهتماماتي وآرائي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى